¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
+2
ebda3media
الدكتور المبدع
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 3
صفحة 1 من اصل 3 • 1, 2, 3
¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
أريدُ أن أغازلَ مثلكِ!!
هي رواية للكاتب ضياء مطر
أحببت أن يراها أعضاء منتدانا الكرام
وأحب أقول كل عام وأنتم بألف خير
والآن أترككم مع أحداث الرواية
******************
لأخذِ العلم:
•مُعظم الأفكار والأحداث الرئيسية لهذه الرواية حقيقيةٌ
•مُعظم الأفكار والأحداث الرئيسية لهذه الرواية حقيقيةٌ
واقعيةٌ بتغيير أسماء الشخصيات ونزرٍ من الأحداث،
وأما التفاصيل فهي من خيال الكاتب.
•ما جرى من أحداثٍ في الرواية لا يُعبِّر بالضرورة عن توجُّهِ الكاتب
•ما جرى من أحداثٍ في الرواية لا يُعبِّر بالضرورة عن توجُّهِ الكاتب
أو اقتناعه بما جرى فيها.. لكنها ضرورة الأمانة وضرورة الرواية.
**********************************
أثناء القراءة تذكَّر جيداً..
- وجود الخطأ لا يمنعُ من تدوين الحقائق.
- إن كُنتَ بدأتَ السير في طريقٍ، فإنه من الحكمة التحري دوماً
عن صحة هذا الطريق وتصحيحِ مساره إن تبيَّن خطؤه.
- وقوعكَ في الخطأ يُحتِّم عليك أن تنصحَ من وقع في الخطأ نفسه.
- أحياناً نُفضِّلُ -وبمحض إرادتنا– أن نفهم الأمور على غير حقيقتها؛
- وقوعكَ في الخطأ يُحتِّم عليك أن تنصحَ من وقع في الخطأ نفسه.
- أحياناً نُفضِّلُ -وبمحض إرادتنا– أن نفهم الأمور على غير حقيقتها؛
إمّا لأننا نعادي هذه الحقائق أو لأننا نُعادي أصحابها.. وكثيراً لأننا لا نُريدُ التغيير!
***************************
***************************
عدل سابقا من قبل في 13/10/07, 04:53 am عدل 1 مرات
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
أريد أن أغازل مثلك_الفصل الأول
الفصل الأول:
ركبَ القائدُ الروميُّ مهزوماً صهوة جواده الذي طالما خاض به غمار الحروب، ولطالما ما آذنت لسطوة مملكته بلادٌ وملوكٌ.. وهو القائدُ الذي بقي سنيناً يتربعُ على عرش بلاد الشام بعد أن هَزَم الفرسَ هزيمةً نكراء لم يُقاتلهم بعدها للأبد!
ركب ذلك الفارسُ خيلهُ مُغادراً، وقد داعبت الريحُ خديهِ الأسيفين في وقت الغروب، وهو ينظرُ إلى تلك المروج الخضراء، وإلى تلك العيون التي تتفجرُ مياهها عذوبةً وحلاوةً.. وإلى تلك الظلال الوارفة، والثمار اليانعة.. مشاهدٌ ألِفها كثيراً ولم يعد يقوى على فراقها، فوقف على تلك التلة الصغيرة وقال مُسجلاً التاريخُ قولتهُ الشهيرة:
"وداعاً يا سوريا... وداعاً إلى الأبد"!!
هُنالك هُزم الرومُ، وفرَّ القادةُ العظام، وخلَّفوا ورائهم شعباً تنوَّعت قراراتهم على هذا السقوط..
قسمٌ أسلم طائعاً وأمسى مع المسلمين مُجاهداً لإعلاء كلمة الدين.
وقسمٌ استفزهم الشيطانُ، فخرجوا لحرب الله وأولياءه، فحاقَ بهم عذابُ الله الأليم مرتين؛ على يد المؤمنين أولاً، وخزيٌ وعارٌ يوم الدين.
وآخر تلك الأقسام رأى الهزيمة تحيقُ بكل الحصون التي أغار عليها ابن الوليد وجندهُ المؤمنين الميامين، فسلَّم الجزية عن يدٍ صاغرةٍ ورضيَ بالعيش عزيزاً في كنف المسلمين.. أسلم بعضهم مباشرةً، وبعضهم تلكَّأ في اللحاق بهذا الدين، ولم يُكرهِ الإسلام نفراً أبوا وأصروا البقاء على دينهم.. فعاشوا بعدلٍ في ظلِّ المسلمين، فكانوا في أحياء قليلةٍ من الشام وضواحيها من نصارى العرب ونصارى الأرمن.. ومن هنا بدأت الرواية..
وقعت أحداثُ هذه الرواية في الجمهورية العربية السورية.. في مدينة حلب الشهباء، في كلية المهندسين (قسم الهندسة المدنية)..
بطل هذه القصة سُوريٌّ أرمني يُدعى (ساورو).. وبطبيعة الحال وكمعظم الأرمن فهو نصرانيٌّ أرثوذوكسي متعصبٌ متشددٌ جداً.. يتوارثون الأرثوذوكسية و يتواصون بها..
كان (ساورو) على معرفةٍ جيدةٍ بالدين الأرثوذوكسي كما كان مُعمَّداً في كنائسها وعلى علاقةٍ وطيدةٍ مع القساوسة الأرثوذوكسيين في حلب وطالما تبادل الزيارات معهم.
ولهذه التربية الكنسية سببُها؛ إذ كان والدُهُ قاضياً لمحكمة الأرمن والأرثوذكس أي في المرتبة الثانية بعد البطريرك الأعظم لكنائس الأرمن في سوريا.. ولذلك فلقد كانت معرفتهُ بالدين النصراني على غايةٍ من القوة والتعصُّب..
بدأ دراسته في الهندسة المدنية بجامعة حلب، بنظام الدبلوم -سنتين- ليتخرج مُهندساً مُساعداً..
شابٌ صغير السن.. لم يتجاوز الحادية و العشرين من العمر فهو من مواليد العام السادس و الثمانين من القرن الماضي..
مضت به الأيام في كلية المهندسين..
انتهت قبل قليل إحدى المُحاضرات الهندسية التي كان يحضُرها (ساورو)، فقام مُتوجِّهاً إلى حديقةِ الكلية حيثُ يرتشفُ شيئاً من الشاي الساخن على نشوة دخان سيجارةٍ تعيدُ له أعصابهُ –كما يظنُّ معظم المُدخنين-!
وبينما هو يسيرُ صوب حديقة الكُليِّة كان هاتفهُ المحمولُ يرنٌّ مُستقبلاً إحدى المكالمات من أهله، سقطت إحدى القطع الهندسية من يده وهو يسحبُ هاتفهُ من جيبه، فأصبح في حالٍ لا يُحسدُ عليها!! يضعُ هاتفهُ على أذنه بيدٍ، ويحاولُ لملمة ما سقطَ من باليد الأخرى ثم بالخطأ أيضاً اصطدم بإحدى الطالبات فسقط منه ما تبقى من أدواته!!
يُغلقُ (ساورو) خط الهاتف بعد أن حارت يداه في تمالك أدواته، وحار عقله في استيعاب الموقف!!
- (ساورو): معذرةً يا أمي... سقطت مني أدواتي، فسأستعيدها ثم أعاودُ الاتصال بكِ.
وانحنى (ساورو) لرفع أدواته عن أرض الحديقة ليجد أن الفتاة التي اصطدم بها قد بدأت بهذا العمل على خجلٍ اصطبغ على وجهها واعتذارٍ لم يُفارق لسانها..
استعاد (ساورو) أدواته أخيراً واعتذر للفتاة أيضاً على الاصطدام المُفاجئ.. وولى كُلُّ واحدٍ منهما في سبيلهِ، غير أن عيني (ساورو) وقلبه ما فتئا يُتابعان النظر إلى تلك الحسناء الجميلة التي ساقهُ قدر الله إلى الاصطدام بها!!
عاد (ساورو) بعد الاستراحة إلى قاعة الدروس، لكن ما لفت نظرهُ أن تلك الفتاة التي اصطدم بها للتو كان تجلسُ على إحدى مقاعد هذه القاعة..
جالت الأفكارُ بذهن (ساورو):
- صحيحٌ أنني لم أزل حديث عهدٍ بهذه الكُلية؛ لكنني لم أنتبه أبداً أن تلك الجميلة هي زميلتي في الدفعة نفسها!
انتهت المحاضرة، وأخذ الطُلابُ أدواتهم وحقائبهم مُتجهين إلى منازلهم بعد يومٍ حافل، غير أن (ساورو) كان يتوجهُ إلى مؤخرة القاعة حيثُ كانت تجلس الفتاة التي اصطدم بها أو من كانت تُسمّى (رنا)..
- (ساورو): عجباً إننا زميلين في دفعةٍ واحدةٍ بيد أننا لم نجد وسيلةً للتعارف غير الاصطدام؟!
احمرَّ وجهُ (رنا) لما قالهُ زميلُها .. وقالت:
- ربما تكونُ الصُدفُ أبلغُ الوسائل!
- (ساورو): على أية حال حصل خيراً... وسُررتُ بمعرفتك.. ألقاكِ بالغد..
- (رنا): وأنا أيضاً... إلى اللقاء.
بدأت هُنا و من هذه اللحظة أولى لحظات حكاية بطلي القصة (ساورو) و (رنا)... فأمّا (ساورو) فعرفناهُ. فمن تكونُ (رنا)؟!
كانت (رنا) تدرسُ أيضاً في كلية المهندسين بنظام الدبلوم، في دفعة (ساورو) أيضاً.
لم تكن (رنا) من هواة الصداقات بين الجنسين وكذلك فلم يكن لديها في ذلك مانعٌ مع زُملاء الدراسة ولغرض الزمالة.
أما (ساورو) فهو من تعلَّق قلبُه لأول وهلةٍ رأى فيها زميلته (رنا).
قد لا تكون (رنا) ملكة جمالٍ.. أو عروساً فاتنةً.. ولكن ثمةَ ما يُعجب المرءُ بشابٍ أو فتاةٍ بالجملة وليس لصفةٍ مُميزة فيه أو فيها.. ومع ذلك فقد كانت (رنا) جميلةً حقاً.
كانت كمعظم طالبات الكلية تضع حجاباً شكلياً يتكون من بالطو جميلٍ ضيّق يُلائم الجسم الأنثوي كالفستان مع إيشار (غطاء رأسٍ) تبرُزُ من أمامه بضعةُ شُعيراتٍ ذهبيةٍ على ذلك الوجه النديِّ الذي تُزينه ألوانٌ من الماكياج وأحمر الشفاه المميز.. ومن أسفل الرُكبة تظهرُ ساقين يعلوهما بنطالٌ ضيقٌ مُزركش.
بالمعنى مسلمة اسمياً ..لكنها محافظة على الصلاة على الأقل..
دخل (ساورو) حديقة الكُلية كعادته الصباحية ليشرب الشاي، وأخذ يتجوّلُ في أرجاء الحديقة حتى وصلَ إلى إحدى الطاولات .. وقال :
- معذرةً، هل تسمحينَ لي بالجلوس معكِ على هذه الطاولة؟!
كانت (رنا) تجلسُ على الطاولةِ ذاتها حين رفعت بصرها باتجاه ذلك الصوت المألوف.. وقالت لنفسها:
- عجباً! إنه نفس ذلك الشاب بالأمس..
قطع ذلك استطرادُ (ساورو):
- إن كُنتِ لا ترغبين فسأنصرف.
تلعثمت (رنا) دَهِشَةً:
- لا على العكس تماماً.. يسرُّني ذلك.
وصل على الفور نادلُ كافتيريا الحديقة، فاستدارَ (ساورو) إلى (رنا) قائلاً:
- إن كُنتِ لا تُمانعين سأدعوكِ اليوم إلى كوبٍ من الشاي.
- (رنا): هذا لطفٌ منك.
أخذ ذلك الشابُ الأرمني (ساورو) يُبادلها أطراف الحديث.. في تلك الحديقة النضرة الخَضِرة المكسوَّة بالورود النديَّة على أنسام الجوِّ الشاميِّ الساحر.
تبادل الزميلان (ساورو) و(رنا) الأحاديث في هذا الجو العَبِق.. وطال جلوسهما.. إلى أن انتبهت (رنا) إلى ساعتها قائلةً:
- معذرةً (ساورو)، لقد تأخرت. عليَّ الآن العودة إلى المنزل. ألقاك غداً.
لوَّح (ساورو) لـ (رنا) وهي تُغادر الحديقة:
- سأكون في انتظارك.
كبقية الصداقات بين الجنسين تبدأُ الصداقة بالحديث عن الدراسة وهمومها.. إلى تبادل الواجبات و المشاركة في إعداد البحوث والتقارير.. هكذا تبدأ الصداقات حتى يُكتب لها النجاح والاستمرار أو الفشل.. فإن نجحت تطوّرت الأحاديث إلى الاهتمامات المشتركة وقد تأخذُ منحىً آخر.. وجملةُ هذه العلاقات في أوطاننا العربية لا تعدو أن تكون تسليةً أو إضاعةً للوقت..
أصبح من عادة (ساورو) أن يجلس في حديقة الكُلية في أوقات الراحة ليشرب الشاي ويدخن السجائر على وقع أنغام الطيور والبلابل، ولربما كان الأكثرُ من ذلك ليرى ويستمتع برؤية صديقته الجديدة (رنا)..
لم تُصادق (رنا) شاباً من قبل، فعلى الرغم من أن كثيراً من صديقاتها ومعارفها لديهم أصدقاء يُبادلونهم الوُدَّ ويتعاونون معاً في أداء الوجبات وفهم الدروس، بل غدت تلك الصدقات لهنَّ ملمساً من الحياة الجامعية الجديدة!
ولا تُنكرُ أيضاً أن تلك التصرفات تبدو للغالبية من الناس خاطئةً، غير أنها كانت تُبددُ تلك الأفكار الرجعية –في نظرها- بأنه ما من مانعٍ في ذلك إذا كان شاباً محترماً خلوقاً لا يمتهنُ كرامتها وعفافها، و لايُدنِّسُ سمعتها أو شرفها بقولٍ أو فعل. كما أن الكثير من صديقات (رنا) كُنَّ يوسوسن في صدر صديقتهنَّ بأنه ما من طريقةٍ مضمونةٍ للزواج هذه الأيام غيرُ هذه الطريقة!
نعم! صداقةٌ بريئةٌ في البداية، ثم كُلُّ ذلك ينتهي ويصبحُ بلا معنىً حينما يتقدَّمُ الشابُ المغرمُ إلى خطبة صديقته، والحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات!!
"لا تكوني مُعقدةً يا (رنا)!! هو صديقٌ في الكلية فحسب، ولا ينبغي رؤيتك معهُ خارجها.."..
على تأثير تلك المُعتقدات كانت (رنا) قد قبلت بالتعرُّف على (ساورو) ضمن الإطار الدراسي..
قد تكونُ خيبة أملٍ حينما عرفت (رنا) أن ذلك الشاب الوسيم اللطيف الذي ارتضت لنفسها صُحبتهُ كان نصرانياً.. لكن وإن يكن! لقد اتفقنا على أنها صداقة!
في تلك الحديقة الغنَّاء، حملت بين أشجارها قصةً جديدةً تُضافُ إلى تجارب العُشَّاق!!
شابٌ وفتاةٌ يُمضيان أيام الدراسة الشاقة بين الدراسة وتبادل الواجبات والدروس والشروح، وكذلك تبادل الرسائل العاطفية والأحاديث الغرامية..
ذلك الحب حينما يُشعشعُ في نفوس العشاق يغدو لها بصراً لا تُبصرُ به سوى المعشوق! وسمعاً لا يطربُ أوتارهُ سوى صوت الحبيب وأنغامُ هُيامهِ، ويغدو اللسانُ ثقيلاً عن غير ذلك الكلام الدافئ الذي ينقلُ الجسد على عالم الأرواح..
(رنا) ترى في زميلها صديقاً لا بأس بتمضية الوقت معهُ، أما العاشقُ الولهانُ (ساورو) فلم يكن يقوى على الدراسة بلا (رنا)! ولا لزوم لكليةٍ لا تزينُ عبقها (رنا)!! ولا حُبَّ بعد اليوم أبداً سوى حُبُّ (رنا)!!!
لقد صادق (ساورو) سابقاً الكثيرَ من الساذجات، غير أن هذه مُميزةٌ حقاً..
استمرت العلاقة كذلك .. بيد أن (ساورو) كان يرسم شيئاً آخر..
تقوّت الصداقة شيئاً فشيئاً.. أراد (ساورو) أن يحسم هذه الصداقة بشكلٍ ما..
في أحد الأيام حيثُ كان الطلاّبُ قد أخذوا مقاعدهم في قاعة المحاضرات، وكان الأستاذُ قد بدأ شرحه وانسجمَ الطُلاَّبُ معه كان يطرقُ طالبين مُتأخرين بابَ القاعة.. ومع الأسف فلم يأذن الأستاذُ لـ (ساورو) و(رنا) حيث أنهما كانا المُتأخرين لهذا اليوم! ولذلك فإن الملاذ الأفضل لهكذا حال هو حديقة الكلية!
جلس إلى (رنا) في حديقة الكلية.. وتحدّث إليها طويلاً كالمُعتاد.. وقبل أن يختم الحديث ألقى إليها بطلبٍ راجياً منها دراسته بشكلٍ مُستفيض:
- أودُّ أن أقول لك يا عزيزتي أن (رنا) أن حُبك قد خيَّم في سويداء قلبي، وغدوتُ مجنوناً بحبك، ولم أُحبب فتاةً في زماني كحبي إياكِ، ولست عابثاً؛ فإنني أريدُ وصالكِ فلا تغيبين عن ناظريَّ أبداً.. أريد أن أتقدّمَ إليك يا (رنا) فهل تقبلين خطبتي؟!
سكتت (رنا) مذهولةً لهذا الطلب المُفاجئ! وما المُفاجئ في أن يتقدَّم شابُّ لخطبة فتاة؟! فصحيحٌ أنا (رنا) كانت ترى في صديقها (ساورو) شابَّاً وسيماً لطيفاً شهماً، مُكتمل الرجولة، طموحٌ للمستقبل، ومثلهُ تتمناهُ الكثيرُ من الفتيات.. فهل من مانعٍ للارتباط به؟!
أما السبب فأسمعته (رنا) لصديقها (ساورو) وقد غَلَتْ في شرايينها نخوةٌ تجاه دينها لم تكن شعرت بها سلفاً، فلطالما عرفت أن الإسلام يضعُ حدوداً لا ينبغي تجاوزها، ولكنها تُهملُ في حق دينها كثيراً.. ولذلك فلقد قالت بكلِّ حزمٍ وثبات:
- بالطبع لا .. فأنا مُسلمةٌ وأنت نصرانيٌّ!!
وبنفس ذهول (رنا) ذُهل (ساورو) أيضاً وسأل مُتعجباً:
- وما الغريبُ في أن يتزوج نصرانيُّ مثلي من مسلمةٍ مثلك؟!
عاجلته (رنا) أيضاً:
- بكلِّ بساطة لا يمكن حدوثُ ذلك.. فهو مُحرمٌ في الإسلام.. ولا سبيل إلى ذلك إلاّ بإسلامك وبعدها لكل حادثةٍ حديث..
وبشيءٍ من الغضب سأل (ساورو):
- ولماذا لا تعتنقين أنتِ النصرانية؟!
أجابت (رنا) بكُلِّ بدهيةٍ وعلى الرغم من جهلها الكبير بدينها فضلاً عن جهلها بالنصرانية:
- أريدُ أن تُقنعي بشيء واحدٍ فقط وعندئذٍ يمكن أن أتنصّر.. أقنعني فقط: "كيف يمكن أن يكون واحدٌ في ثلاثةٍ"؟! كيف يكون إلهٌ واحدٌ في ثلاثة آلهةٍ؟!
ذُهل الشاب (ساورو) ولم ينبس ببنت شفةٍ وولى ظهره عائداً إلى منزله.. دخل منزله.. وأقفل على نفس باب غرفتهٍ واستلقى على فراشه.. وأخذ يُفكّر في ذلك السؤال المُحيِّر.. (واحد في ثلاثة)... (واحد في ثلاثة).. هل يمكن ذلك؟! ولماذا يكون ذلك خطئاً؟!.. لم لا يكون صواباً.. وما المُشكلةُ في ذلك؟! هل يُعقل أننا نتوارثُ إرثاً دينياً مُقدساً ويتَّضحُ بعد ذلك خطئه؟! هل تُريد عزيزتي القول بأن المسيح كان بشراً عادياً كأيِّ بشر؟! ذلك غير مُمكن!!
تواصلت الأفكار تنهمرُ على فِكر (ساورو) دونما توقّفٍ.. فلقد كانت المُفاجأة أكبرَ من أن تُوصفَ بهذا السؤال المُذهل.. تستطيعُ القولَ بأنه لم ينم حتى الصّباح..
**************************
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
أخبرني " الدكتورالمبدع " في حديث خاص
أن الرواية ستنزل في المنتدى على أجزاء متتالية
قد تكون 30 - 35 جزءا ..
مع الملاحظة ألا يغركم الإسم فهي رواية هادفة .. وسترون
بالتوفيق للجميع .. وكل عام وأنتم بخير ..
الدكتور المبدع : واصل .. بانتظار البقية ..
ebda3media- مشرف المنتديات
مدير مركز إبداع ميديا
للإنتاج الفني والإعلام
مخرج ومنتج - عدد الرسائل : 364
مكان التواجد : حمص الشام .. ومصافحة ربعي على جو جدة
تاريخ التسجيل : 04/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: رايق
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
مشكككور يادكتور يا مبدع
..
وياليت تكثروا روايات لأني أحب الروايات جدا جدا
وسأضع قريبا رواية
ف ت ر ق ب و
لا عدمناك يالمبدع
سأقرئها
قريبا
غامض .. !- المبدع الأمير
- عدد الرسائل : 99
مكان التواجد : وسط العيون اللي هدبها يغطيني !
تاريخ التسجيل : 12/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: مستانس
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
مشكور أخوي ياسر
على المرور
لا عدمناك
الفصل الثاني تحت الطبع<<<التعديل معليش
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
هلا فيك
غامض.!
شرفت ولا كلفت
وانتظر الجديد
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
الفصل الثاني
الفصل الثاني:
يمشي (ساورو) بخطواتٍ مُتثاقلةٍ إلى حديقة الكلية؛ فهو لم ينم ليلة الأمس وهو يُفكِّرُ في لغز الواحد في ثلاثة..
كان يتجه صوب ذلك الرصيفِ الذي اعتاد الجلوس إليه مع صديقته (رنا).. و يبدو أن (رنا) كان تنتظرهُ على أحرَّ من الجمر في المكان ذاته.
ما إن جلس إلى الرصيف حتى بادر (ساورو) في الحديثِ قبل أن تتكلم (رنا) قائلاً:
- اسمعي (رنا)! أنا أكرهُ المسلمين وأكره الإسلام وهكذا تعلَّمتُ وسأبقى! أنا لا يُمكن أن أكون مُسلماً بحالٍ من الأحوال وهذا قراري النهائي فلا تُحاولي.. مستحيلٌ أبداً أن أُسلم!
أطرقت (رنا) قليلاً حين سماعها لجواب (ساورو) وكأنها كانت تستذكر ما ردده المشركون قديماً: (لو أسلمت بغلةُ ابن الخطاب ما أسلم عُمر)!!
لم يطُل صمتُها طويلاً فقد استدرك (ساورو) ما بدأهُ قائلاً :
- ومع أنني لن أُسلم فلن يمنعني ذلك من الاستماع إلى حُججكِ و شرحكِ عن الإسلام على سبيل الثقافة والإطلاع، ولن يمنعنا ذلك من التناقُشِ حول صحة الدينين .. وسنبقى صديقين.
ابتهج قلبُ (رنا) لذلك؛ فلرُبَّما لان قلبُه أو هداه ربُّهُ ولو بعد حين.
بدأ (ساورو) يطرحُ على صديقته (رنا) شيئاً من الحُججِ التي سمعها في الكنيسة حول الإسلام، وبدأت (رنا) تُجيب على قليلِ مما عرفتهُ حول دينها؛
بيد أنها آثرت أن تؤجّلَ نقاشها معه إلى الغد حتى تستوضح بصورةٍ وافيةٍ حول أسئلته واستفساراته.
وقبل أن يُغادرا الكُلية تصافحا وفي عيني كُلِّ منهما نظرةُ التَّحدِّي و الإصرار و العِناد!
عادت الفتاة الجميلة (رنا) إلى منزلها تحملُ كومةً من الشُبَهِ التي أثارها صديقُها حول الإسلام. إنها لا تشُكُّ للحظةٍ في صحة ما تؤمنُ به، ولكنه بدا مُلِّحاً إيجادُ أجوبةٍ مُقنعةٍ لما يُثيرُهُ (ساورو).
لم تعتد (رنا) أن تقف أمام رُفوفِ مكتبة المنزل لتقرأ شيئاً حول بعض المسائل البسيطة عن دينها؛
فلقد اعتادت ولساعاتٍ طوال أن تقف أمام المرآة تُسرِّحُ شعرها الذهبي وتنوِّعُ ألوان الماكياج على شفتيها وخديّها وتكّحيل عينيها!
ولكنها وبعد ساعاتٍ طويلةٍ من البحث لم تجد أجوبةً كافيةً لما تبحثُ عنه فقررت وضع خطةٍ تقضي بزيارة مكتبة حلب العامّة و استشارة معلِّمة الشريعة في المعهد الديني بحلب..
وبعد جُهدٍ مُضنٍ عادت (رنا) مُستبشرةً تحملُ الإفحام لصديقها (ساورو)..
وفي اليوم التالي
وكما اعتاد الصديقان الجلوس في أوقات الفراغ في حديقة الكُلية فإنهما جلسا هذه المرة أيضاً إلى نفس ذلك الرصيف..
ولكن هذه المرة تبدو مختلفةً بعض الشيء.. أشبهُ بمُناظرةٍ علمية! هذا يطرحُ الشُبه وتلك تُجيب بلهجة كُلُّها إقناع وبمشاعر ملؤها الحُبُّ والشفقة!
كانت شُبهُ (ساورو) نابعةً من العلوم الكنسية التي تلقها بعنايةٍ في الكنيسة، فلقد كان واحداً من الذي يُتوسَّمُ لهم مستقبلٌ زاهرٌ في الكنيسة بسبب رعاية والده القاضي واهتمامه بولده على وجه الخصوص.
ومع ذلك فلقد كان (ساورو) يقفُ كثيراً على شبهٍ تُلقيها (رنا) لا يجدُ لها جاوباً؛ فلقد كانوا في الكنيسة يقولون للدارسين إذا وصلوا إلى مثل ذلك أن تلك المسائل محرمةٌ الخوضُ فيها؛
وينبغي الإيمان والتسليمُ بها يقيناً.. كتلك التي أثارتها (رنا) بالأمس: واحدٌ في ثلاثة..
فنَّدت (رنا) أيضاً مزاعم (ساورو) بأن المسيح ابن الله وكذلك ما معها من أساطير حول الصلب والفداء،
وشبهاً أُثيرت أيضاً حول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين ورسالته التي ختمت ونسخت الأديان السالفة،
وكذلك أثيرت مواضيعُ أخرى حول القرآن الكريم وتحريف الإنجيل.
كُلُّ ذلك لم يزد الفتاة (رنا) إلاَّ عزيمةً وإيماناً راسخاً بصدق دعوتها وعدالة قضيتها،
وأما (ساورو) فلقد بدا بأنَّهُ لا يزدادُ بذلك إلاَّ عناداً؛
ولربما كانت (رنا) تتفهمُ أن تغيير دينٍ نشأت عليه وتؤمنُ به وتدافعُ عنهُ وتموتُ من أجله له ضربٌ من الخيال ما لم تُزلزل قناعاتُك برسوخ الحقيقة!
*************************
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
أعتذر
إخوتي وأخواتي
عن التنسيق الغير مرضي
ولكن اصبروا علينا شوي
،،،،
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
ما يهم يالمبدع التنسيق ..
أهم شي الرواية تكون حلوة ..
لانها ما تفرق معي ..
لأني انزلها ع الجوال واقراها
كذا و لاكذا بتكون مرتبة في الجوال ..
مشكووور ع الرواية ..
أيام وستقرأ بإذن الله عزوجل ..
دمت بوووووود
الصاعقة- مبدع فعّال
- عدد الرسائل : 21
مكان التواجد : على ضفاف نهر الحب
تاريخ التسجيل : 04/08/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: لا مزاج
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
أيام ؟؟؟ !!! الله يستر !!!الصاعقة كتب:أيام وستقرأ بإذن الله عزوجل ..
ebda3media- مشرف المنتديات
مدير مركز إبداع ميديا
للإنتاج الفني والإعلام
مخرج ومنتج - عدد الرسائل : 364
مكان التواجد : حمص الشام .. ومصافحة ربعي على جو جدة
تاريخ التسجيل : 04/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: رايق
الفصل الثالث
الفصل الثالث:
- قُلتُ لكِ مراراً عزيزتي (رنا) أنني لن أُسلمَ مهما حاولتِ.. انسيْ هذا الأمر تماماً ولا تعاودي السؤال حول (واحد في ثلاثة)! إنّه يُثيرُ إزعاجي!!
- (رنا): اعترفْ بأنكُ هُزمت! لا مجال أمامك سوى اللحاق بركاب هذا الدين العظيم..
- (ساورو) : قُرآنكم يقول: (لكم دينكم ولي دين).. فدعيني وديني واعتقدي ما شئت من الأديان!
مضى على حال الصديقين بضعةُ أشهُرٍ و هما يتناقشان حول المسيحية و الإسلام.. وعلى الرغم من تفوّق (رنا) الملحوظ في الإجابة عن شُبهِ (ساورو) المزعومة إلاّ أن الأخير لم يتزحزح عن موقفه قيد أُنمُلةٍ.. و مع ذلك لم تيأس (رنا)..
لا يُمكن القول أن (ساورو) الآن بعد ستة أشهُرٍ من المُناظرات الساخنة مع زميلته (رنا) هو نفسُه قبلها في عدائه للإسلام، فرغم أنه لم يقتنع بالإسلام بعد إلاّ أنه بدا أكثر ليونةً و تفهُّماً لأحكام الإسلام وتشريعاته ولم يعُد يُناقش في ذلك كثيراً.. بمعنىً آخر، تحوَّل سيرُ مُناظراته مع (رنا) من الهجوم على الإسلام إلى موقف الدفاع عن عقيدته الأرثوذوكسية. لم يعُد يستغرب من صلاة المُسلمين، و لم يعُد يستغرب التزام المُسلمات بحجابهن كصديقته وإن كان حجابُ صديقته صورياً.. المهم المبدأُ الأساسي.
شارفت سنةٌ كاملةٌ على الانتهاء منذُ بدأت "مناظرةُ الأديان" بين العشيقين في أغرب حادثةٍ على الإطلاق! عشيقين ليس لهما من العشق إلاّ اسمه!! فهما لا يتبادلان كلماتِ الحُبِّ وعبارات الغزل بقدر ما يتبادلان الشُبهَ والردود!! حتى خروجُهما للتنـزُّهِ في ظلال أشجار الحدائق في وقت الغروبِ لم يكُن لشُربٍ شيء من القهوة أو أكل قليلٍ من الآيسكريم –كما يفعلُ العُشَّاقُ- بقدرٍ ما يكون استكمالاً للشوط الثاني من مُناظرةٍ حاميةٍ لم يتسع في الكلية وقتٌ لاستكمالها!!!
كان يُراهنُ (ساورو) على عاملِ الوقت؛ فهو يعلمُ أن حبيبته (رنا) ليست على إطِّلاعٍ كافٍ بدينها فضلاً عن أن تعرف دقائق وجُزئياتٍ في النصرانيَّة لا يعلمُها كثيرٌ من مُعتنقيها!! لكن (رنا) خيّبت أمله تماماً وأظهرت تفوقاً مُنقطع النظير؛ فهي لم تكلَّ يوماً من سؤال من تعرفهُن من أهل التدين والاستقامة حول ما أشكل عليها من شُبَهِ زميلها، كما أنها أصبحت مُدمنةً على قراءة الكُتب الإسلامية في مشهدٍ لم يره أحدٌ تُمارسُهُ منذُ أن أبصرت عيناها النور!
أمّا اليوم وقد مضت سنةٌ كاملةٌ فقد بدا الأمر وكأنه يتأرجحُ قليلاً!
اليوم لم يُدافع (ساورو) عن النصرانية.. اليوم طلب (ساورو) من (رنا) أن تُحدِّثهُ شيئاً عن الإسلام وتعاليمه وأحكامه لغرض الثقافة!
انهمرت (رنا) تسكُب عليه ما تعرفهُ عن دينها من قِربتها الحنون، مُفعمةٌ بروحٍ من الأمل والرجاء أن يهدي الله من أحبّها وأحبّتهُ إلى صراطه المُستقيم وهدي خير المُرسلين.. ولا يُضيعُ الله أجر من أحسن عملاً..
ذلك القلب الرقيقُ الحنون، تلك المشاعر الفيّاضة ، ذلك الإخلاصُ في الدعوة، ذلك التفاني في تبليغ الحق، ذلك الصبرُ على تبليغ دين الله مهما كانت الظروف.. كُلُّ تلك المعاني الرائعة بدأت تُثمر.. وآنَ لذلك الجذع اليابس أن يرتوي بنور الإيمان ويحيا بعقيدة التوحيد بعد أن أكلت لُبَّهُ الصغير ديدانُ الشرك و التثليث.
أُعلن اليوم عن موعد المُعسكر السنوي الذي يُقام لطلبة الجامعات كجزءٍ مماثلٍ للخدمة العسكرية الإلزامية في تلك البلاد.. وبدأ الطُلاب يتجهزون ويحزمون حاجيَّتهم للانضمام لذلك المُعسكر بينما كانت (رنا) قد طلبت من (ساورو) رؤيته قبل المُغادرة..
أتى (ساورو) لمُقابلة (رنا) في حديقة الكلية حيثُ كانت تنتظرُ (رنا)..
تقدَّم (ساورو) قائلاً:
- ما بكِ يا (رنا)؟! سأتأخَّرُ عن المعسكر..
ابتسمت رنا قائلةً:
- ألا أستحقُّ في نظرك بعض التأخير؟!
أُلجم (ساورو) وقال:
- لا بأس إذن أيتها الجميلة.. هاتي ما لديكِ..
أخرجت (رنا) من حقيبتها مصحفاً متوسط الحجم ومدَّتهُ إلى (ساورو)..
تردد (ساورو) في أخذه لأسباب كثيرةً بررها بقوله:
- تعرفين يا عزيزتي أنني لا أُتقن العربية تماماً.. وحتى لو أتقنتُها فإنني لا أفهمُ معانيها.. فضلاً عن فهم القرآن الكريم... كما أنني لم أعزم أمري في دخول الإسلام بعد..
ابتسمت (رنا) وقالت:
- أعرفُ ذلك.. ولكنك لن تخسر شيئاً لو حاولت في وقت فراغك الكثير هُناك.. لقد وضعتُ لك المؤشر على سورة مريم لتقرأها وتحاول فهمها..
أخذ (ساورو) المصحف عن عدم اقتناعٍ كاملٍ بذلك.. لكن هذه فرصةٌ تمنَّاها كثيراً أن يقرأ في كتاب المسلمين المقدَّس منذُ صغره ليفهم شيئاً من غموضه وأسراره..
وصلَ المُعسكرُ إلى وجهتهِ وأمضى الجميعُ يوماً شاقَّاً في التجهيز والإعداد.. ومضى كُلُّ الشباب مع المساء إلى نومهم دون أدنى مقاومة!
استلقى (ساورو) على فراشه وتراءت له صورٌ كثيرة.. صورةُ بدرٍ مُنيرٍ اصطفَّت من حوله النجومُ تُزيِّنُ ظلمة السماء كالسُرج.. وصورٌ أخرى لحياته الطائشة وملذاته.. وأيضاً صورةُ (رنا)..
- مهلاً فلقد أعطتني (رنا) قُرآناً لأقرأ فيه سورة مريم..
أخذ (ساورو) يُقلِّبُ المُصحفَ بين يديه.. كتابٌ صغيرٌ نسبياً بالمقارنة لأيِّ إنجيلٍ آخر.. لكنني لا أفهم العربية تمام الفهم.. فكيف يا تُرى سأدخل بواطن المعاني ومغازيَ الآيات؟!
فتح (ساورو) المُصحف على سورة مريم حيثُ كان المؤشِّرُ موضوعاً..
بدأ (ساورو) في القراءة.. {بسم الله الرحمن الرحيم، كهيعص {1}ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا {2}..
عجباً إنني أفهم!!
نعم إنني أفهمُ كُلَّ ما كُتب..
ليس صعباً كما ظننتُ.. والأغرب أنها المرَّةُ الأولى التي أقرأُ فيها القرآن..
إنهُ كلامٌ سهلٌ جميلٌ.. ليس كباقي الأناجيل التي قرأتُها.. لا توجد فيها جملةٌ واحدةٌ مُتجانسة!
أخبرتني حبيبتي (رنا) بأن هذا القرآن ذُكرت فيه حقيقةُ قصة مريم والمسيح عيسى بن مريم..
استمرَّ (ساورو) بالقراءةِ مُندهشاً؛ فالأحداثُ الحقيقةُ المذكورةُ في القرآن تدعو للرهبة والخشوع.. إنها تُناسبُ المكانة الرفيعة لليسوع وأمِّه العذراء.. إنها الصورة النقيَّة الطاهرة المُشرقة..
استمرَّ في القراءة حتى وصل إلى قول الله تعالى:{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ {34}مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {35} وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {36}
أخذ (ساورو) ينتحبُ الدموع ويبكي.. لم يستطع إكمال التلاوة فأقفل المصحف واستمر بالبكاء والنحيب..
هذا هو الحقُّ المُنزَّلُ من عند الله..
لقد عشنا حياتنا في أكاذيب وتُرَّهات..
تعلَّمنا مُنذُ صغرنا كيف نشتمُ المسلمين ونُكذّب رسالة خاتم النبيين..
هذا هو الدين الحق.. لا ما كُنَّا عليه من الضلال والانحراف..
هذا هو الدين الذي يدعو للعفة والطهارة والنقاء... ليس ذاك الدين المحرَّف الذي منحنا كُلَّ الشهوات والملذات الآثمة.. فلقدُ شربتُ وفجرتُ وفعلتُ ما لا يعلمُ قدرهُ إلاَّ غفَّار الذنوب شديد العقاب!
لقد صدقت حبيبتي (رنا).. فلم يكن لله صاحبةً ولا ولداً..
أخذ البُكاء من (ساورو) منهُ مأخذه.. فلقدر ما كانت سعادتهُ عظيمةٌ بالتعرف على هذا الدين بقدر ما كان مصدوماً أن عاش كُلَّ هذه السنين في كنف الشرك والفجور والزيغ والانحراف..
ومن الصباح غدا (ساورو) إلى أحد من كانت (رنا) دّلتهم عليه من الشباب المتدين المستقيم..
سُرَّ به كثيراً، وعلَّمه الاغتسال والطهارة.. وأخيراً نطق الشهادتين..
اليوم أعلن (ساورو) بأنَّه يؤمنُ بالله ربَّاً واحداً لا شريكَ له وبأنَّ مُحمَّداً عبدُ الله ورسولُهُ أرسلهُ للناس بالهُدى ودين الحق ليُظهره على الدين كُلِّه ولو كره الكافرون.. وأن المسيح عيسى بن مريم رسولُ الله وكلمتُه ألقاها إلى مريم وروحٌ منه.. بشرٌ ممن خلق ربنا تبارك وتعالى ليس ابناً لله ولا شريكاً.. فليهنكما الخيرُ (رنا) و(ساورو).
************************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
مرة أخرى أجد نفسي منقادا ومضطرا
إلى تثبيت مواضيع الأخ الدكتور المبدع ..
دوما بانتظار إبداعاتك ..
ونفخر بميولك الأدبية في منتدانا ..
يا جماعة وين التفاعل .. قدروا المجهود !!
ebda3media- مشرف المنتديات
مدير مركز إبداع ميديا
للإنتاج الفني والإعلام
مخرج ومنتج - عدد الرسائل : 364
مكان التواجد : حمص الشام .. ومصافحة ربعي على جو جدة
تاريخ التسجيل : 04/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: رايق
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
أمتن لك هذا الإطراء والتقدير والإهتمام
وأشكر لك تثبيت الموضوع أخي ياسر
ولن ترى بإذن الله إلا ما يرقى بمنتدانا الغالي
،،،،،،،،،،،،
أخوك
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
ما شاء الله تبارك الرحمن
قمة في الإبداااااااااااااااااااع
ننتظرك
قمة في الإبداااااااااااااااااااع
ننتظرك
لمار- مراقبة عامة
مشرفة لكل من
قسمي الفتيات والعلمي - عدد الرسائل : 83
مكان التواجد : جدة
تاريخ التسجيل : 13/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: لا مزاج
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
أشكرك
وما يطول الإنتظار
إن شاء الله
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل الرابع:
عاد (ساورو) من المعسكر يزفُّ البشرى لمن كانت سبباً في هدايته..وأشرق وجهُ (رنا) للإنجاز العظيم الذي حققهُ الله على يديها بإسلام صديقها (ساورو)..
إنها ترسمُ بهذا الإنجاز طريقاً يضمنُ الاستمرارية لصداقتها مع (ساورو) وإن كانت قد نسيت أمر الصداقة نهائياً في خضم المُناظرات الطويلة التي خاضتها في أنفاق قلب (ساورو) المُظلمة حتى أنار الله تلك الدروب بنور الهداية.
(ساورو) الأرمني أصبحَ يرى في عشيقته (رنا) عالماً آخر؛ بل هي العالمُ كلُّه.. في صديقته الجميلة اللطيفة المُهذبة، وهي من فتح له آفاقَ عينيه على دين الإسلام.. إنها فتاةٌ عظيمة.. إنها لـ (ساورو) ليست كأيِّ فتاة.. وحُقَّ له ذلك.
اتفق الاثنان بعد ذلك على مواصلة الجلوس على الأرصفة لمواصلةِ شيءٍ من تلك النقاشات.
تمرُّ فتاتين من نفس الكلية بالحديقة، فيأخذهما العجبُ من منظرٍ ألفاهُ كثيراً و تقولُ إحداهما للأخرى:
- ما أعجب هذين الصديقين! إنهما ومنذُ أكثر من سنةٍ وهما يجلسان على الرصيف ذاته ويستذكران دروسهما بجدٍ!!
فتردُّ الأخرى:
- أوه! لا عجبَ أنهما مُميزين حقاًً في دُفعتنا! لأول مرة أرى صديقين يستغلان أوقات الراحة ويُخرِجان كُتبهما ودفاترهما للمذاكرة أيضاً!!
لم تكن الحقيقةُ كذلك.. فمنذُ إسلام (ساورو) وهو يتلقى على يدي (رنا) ما تعرفهُ من أحكامِ دينها وفرائضه..
أصبحت معلمتهُ الأولى!
مع كل وقتِ استراحةٍ في الكلية يخرجان سويَّةً إلى الحديقة.. وإلى نفس الرصيف، ويتظاهران بمراجعة دُروس الهندسة..
ولكن هندسةٌ من نوعٍ آخر:
هندسةٌ عقدية لإعادة ضبط العقل للتوجه نحو الإله الحقيقي المُستحِقِّ للعبادة.
وهندسةٌ فقهيةٌ لوزن الاتجاه على سير النبي الخاتم..
وهكذا كانت دراستهما.. أما السبب فعلى صعوبته بسيطٌ!
وهو الابتعاد عن أيِّ مكانٍ أو أشخاصٍ قد يُتوهم من الاقتراب منهم اعتناق (ساورو) للإسلام؛ فكعادة الأرثوذوكسيين المُتشددين فإنهم يرفضون ويعتبرون عاراً الانتماءُ للإسلام! ولا يغسلُ ذلك العار إلاَّ إجراءُ دماءِ صاحبه!
والأمثلةُ رآها (ساورو) بأُمِّ عينيه، ولا مجال للمُغامرة!!
مضت الأيام و(ساورو) يكتمُ إيمانهُ عن جميع الناس عدا (رنا).. فقد غدا لها التلميذ المُطيع..
أما (رنا) فلقد أضافت إلى جدولها المُطالعة الشرعية اليومية؛ فهي تعود للمنزلِ يومياً لتغوص في أعماق الكُتب تقرأُ وتُطالعُ وتُراجع ما عرفته وما لم تعرفهُ عن دينها..
تحفظُ من ذلك ما استطاعت وتأخذ الباقي إلى الكلية لتُدرِّسه (ساورو)..
وبقدر ما استفاد (ساورو) عن إسلامه فقد استفادت (رنا) أيضاً؛
أصبحت تهتمُ بصلاتها أكثر وتواظبُ على الصوم والفرائض وتعدت ذلك تدريجيَّاً إلى النوافل.. أصبحت تتأثر بما تتعلمه يومياً.
تعلّم (ساورو) من (رنا) أساسيات العقيدة الصحيحة، وأركان الدين.. وتعلّم الصلاة أيضاً.. لكنها توقَّفت أحد الأيام عن الشرح! فلقد أتت دُروس الطهارة، ويمنعُها الحياء من الحديث في ذلك. فما العمل؟!
أرسلت (رنا) صديقها (ساورو) إلى أحد الزُملاء ليعلمهُ ما يعرفهُ من أمور الطهارة واعتذرت عن ذلك بِلُطفٍ و أدبٍ جمٍّ.
لم يتوانى (ساورو) في الذهاب إلى ذلك الزميل ليعرف ما يُهمهُ في أمور دينه و طهارته..
شُغفَ (ساورو) بالإسلام شغفاً عظيماً، وبدا شديدَ الحماسة ليتعلم كُلَّ صغيرةٍ و كبيرةٍ عن هذا العالم الجديد.
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصلُ الخامس:
بدأ المخزونُ الشرعيُّ لدى (رنا) يُشارفُ على النفاد..وبدأت القضايا الشرعية تزدادُ صعوبةً و تعقيداً؛ فـ(رنا) لم تكُن منذُ البداية على درايةٍ كافية بأحكام دينها.. وحينما دخل (ساورو) في الإسلام بدأت تشرح لهُ ما عقِلتهُ في صغرها من أساسيات الدين و شرائعه مما لا يخفى على مُسلمٍ.. بيد أن الأمر الآن أصبح أكثر تعقيداً.. فـ(ساورو) لم يُرِد إعلان إسلامه خوفاً من بطش أهله النصارى إن عرفوا بذلك، وبالمُقابل فهو يتحرَّقُ شوقاً لمعرفة المزيد والجديد عن دينه العظيم.
أخذت (ساورو) بذلك الحيرة ، و بدا مهموماً من جديدٍ لمآله هذا.. لكنه أسرَّ لنفسه قائلاً: لرُبمَّا أجدُ لدى (رنا) الجواب..
أخذت (رنا) تُفكِّرُ في حلٍ مناسبٍ.. إنها تبحثُ عن عِلمٍ سريِّ! فأين يا تُرى يوجد؟!
وكعادة الفتاة الذكيَّة بدأت رحلة التقصي والبحث عن المُناسب.. وبعد فترةٍ من البحث وجدت الحل..
اقترح بعضُ الشباب المُتديِّن اصطحاب (ساورو) إلى أحد مشائخ حلب المعروفين بالعلم و الصلاح ليُشرف على تعليمه وتأديبه.. فراقت الفكرةُ لـ (ساورو) كثيراً..
كان الشيخ (باسل الجاسر) شابَّاً داعيةً فاضلاً ورعاً تقياً فيما نحسبُه -والله حسيبه-.. وكان فطناً أيضاً، تفهّمَ وضع (ساورو) تماماً.. فأخذ على عاتقه مُهمة تعليمه بشكلٍ سريٍّ تام.. حيثُ يأتي (ساورو) لزيارة ذلك الشيخ في منزله في أوقاتٍ مُحددةٍ يتفرغُ له الشيخُ فيها وحيداً لتعليمه ما احتاج إليه من أمور دينه..
مرةً أُخرى يشعُرُ (ساورو) بالامتنان لـ (رنا)..
أصبح (ساورو) يترددُ يومياً على شيخه الجديد في همةٍ ونشاطٍ وعزمٍ ليستدرك ما فاتهُ من حياته في الشرك ليتعلم كيف يُفردُ اللهَ بالعبادة والتوحيد.
بدأت أمور (ساورو) تستقرُّ مرةً أخرى إلى دراسة الهندسة في الكلية صباحاً –كما يعرفُ الجميع– وفي المساء يُلازمُ شيخهُ ليتعلم أصول دينه.
عاد (ساورو) مُرهقاً بعد يومٍ حافل بالعلم.. واستلقى على سريره الوثير.. يُفكُّرُ في حياته الجديدة وكيف يُمكن أن تسير..
بدا (ساورو) وكأنهُ قد نسي شيئاً ما! بلا شك لقد نسيتُ شيئاً مهماً، هكذا قال لنفسه..
لابدَّ من عمل ذلك غداً وعلى الفور..
***************************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل السادس:
انتهى اليومُ الدراسي، وودعتْ (رنا) الشاب (ساورو) مستأذنةً العودة لمنزلها كعادتها منذُ أن تعرفت عليه..
عاد (ساورو) إلى منزله أيضاً.. أخذ قسطاً من الراحة.. ومع دخول وقت صلاة العصر قام واغتسل وصلى في غُرفته بسريةٍ تامَّةٍ.. لبس أفخر ثيابه.. وهمَّ بالخروجِ من المنزل.. لكن أُمَّهُ استوقفتهُ فجأةً:
- ساورو! إلى أين أنت ذاهب؟! أنت تغيبُ عن المنزل كثيراً!!
ارتبك (ساورو) قليلاً، لكنه أجاب:
- أنا!! أنا ذاهبٌ للقاءٍ مهمٍ مع أحد أساتذةِ الكُلِّية؛ حيثُ استعصت عليَّ إحدى المسائل!!
عاجلتُهُ أمُّه بسؤالٍ آخر:
- يبدو أنكَ تُحبُّ أستاذك هذا كثيراً! فملابسكُ هذه لا تُناسبُ إلاَّ شاباً ذاهباً لزفافٍ أو حفلة!!
أجاب (ساورو) بغباءٍ مُصطنعٍ:
- نعم إنهُ كذلك.. إنني أُحبهُ كثيراً.. وهو يُحبُ هذه الشكليات أكثر!!
أراكِ لاحقاً فلقد تأخرت!!
أقفل الباب وراءهُ وارتسمت على وجه أمِّه علاماتُ الدهشة والاستفهام!!
ابتعد (ساورو) عن المنزل قليلاً، ثمَّ استقلَّ سيارةَ أُجرةٍ إلى مكانٍ مجهول!
بعد نصفِ ساعةٍ تقريباً كان (ساورو) يجلسُ في صالون أحد المنازل الجميلة في حلب.. وكان يُجلسُ مُقابلهُ كهلٌ جاوز الخمسين من العُمر عليه حلةٌ من الوقار.. تبادل الأحاديث مع الشاب (ساورو).. شرح له فيها الأخيرُ قصة عامٍ ونيّفٍ من حياته.. وحينما سكتَ، بادرهُ الكهلُ قائلاً:
- أستطيعُ القولَ يا بُنيَّ أنك جئتَ لشيءٍ ما؟!
وبتلعثُمٍ واضحٍ وخجلٍ ارتسم على مُحيّا (ساورو) أجاب بهدوءٍ:
- أجل يا عمي، أتيتُ لأطلبَ يدي ابنتك الغالية (رنا).
صمتَ والدُ الفتاة قليلاً، ثمَّ قال:
- حقيقةً لا مانع لديَّ إطلاقاً.. لكن أحتاجُ لأسال صاحبة الشأن.. فانتظرني خمس دقائق وأعودُ إليك..
تركَ الكهلُ الصالونَ ودخل إلى منزله..
أسندَ (ساورو) رأسهُ إلى الأريكةِ و أغمض عينيه.. لربما الإرهاقُ الذي يشعرُ به الخَجِلُ يحتاجُ لراحةٍ بعض الوقتِ، ولربما وساوسُ الشيطانِ يلزمُها دفعٌ أيضاً!!
راودت بعضُ الأفكار مُخيلته، فأخذ يُقلِّبُها يمين شمال:
- ماذا لو رفضت (رنا) طلبي؟! ماذا لو كانت رافضةً لذلك منذُ البداية وتذرَّعت بكُفري لترُدَّني؟! لا.. لا! هذا غيرُ معقول!! لم تكنُ لتُصرَّ على تعريفي بالإسلام وتعليمي لو كانت رافضةً لي منذُ المرة الأولى.. ولم لا؟! فالإسلام يحثُّنا على تبليغه مهما كان السببُ أو المصلحة! و ربما...
فتحَ والدُ (رنا) الباب و دخل صامتاً.. تسارعت نبضاتُ قلب (ساورو)، وجفَّ حلقُهُ، واصفرَّ وجههُ.. بقي أن يُعلن الكهلُ رفضها ليخرَّ مغشياً عليه!!
جلس الأبُ بهدوءٍ على الأريكة وقبل أن يفتحَ فاهُ، فُتحَ بابُ المجلسِ بعد طرقةٍ حنونةٍ على خشبه الجميل.. توقّف قلبُ (ساورو) عن النبض لحظةً، وبلع ريقهُ وقال لنفسه: إنها (رنا)!
دخلتْ (رنا) وقد تزيَّنت بأبهى حُلةٍ واستعطرت أطيب العطور، وقد حملت بين يديها ضيافةً من القهوة اللذيذة وشيئاً من الحلوى، ثمَّ لتضع فنجاناً أمام والدها وآخر أمام (ساورو) وتُقدَّمَ الحلوى... ثُمَّ تراجعت بلُطف مُغلقةً خلفها باب الصالون!
وبخروجها عاد لـ (ساورو) نبضهُ مرةً أخرى بعد لحظةٍ من توقفه، ليتوقف مرةً أُخرى على صوت الأب:
- مُباركٌ يا بُنيَّ، وافقت (رنا)، زوَّجتُكَ ابنتي.
وبابتسامةٍ عريضةٍ تكادُ لا تسعُ شفاهُ:
- قبلتُ يا عمي فخراً وشرفاً وسروراً.
وقام يُعانقُ عمَّهُ وتعالت الزغاريد من خلفِ الباب كعادةِ أهل الشام في إعلان الخطوبة.. ودخلت (رنا) لتُسلِّمَ على صديقها أو من غدا من اليوم خطيبها!!
هُنا توقفَ (ساورو) قليلاً وقال لعمِّه:
- كما علمتَ ظرفي، فأرجو الاحتفاظ بالأمر سِرَّاً إلى أن يُيسر الله لي فرجاً من عنده، فلو علمَ أهلي بأنني خطبتُ مُسلمةً سيعرفون بإسلامي وعندئذٍ سيحدثُ ما لا تُحمدُ عُقباه!!
وبثقةٍ قال الكهل:
- لكَ ذلكَ يا بُنيَّ، وسنكتفي بحفلةٍ صغيرةٍ في منزلنا الآن.
عاد (ساورو) في الليل إلى منزله سعيداً، لا تحملهُ الأرض من شدة البهجة والسرور.. فهذه صديقة الأمس وحبيبةُ الدرب أصبحت له حِلاً ورفيقاً بسنَّةِ الله ورسوله.. ولسانُ حاله:
أخيراً يا أحبَ الأحياءِ إلى قلبي!! ظفرتُ بك بعد أن ظفرتُ بديني و نجاتي.
**************************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
أسلوب سلس وجميل
ننتظر باقي الحلقات
ننتظر باقي الحلقات
لمار- مراقبة عامة
مشرفة لكل من
قسمي الفتيات والعلمي - عدد الرسائل : 83
مكان التواجد : جدة
تاريخ التسجيل : 13/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: لا مزاج
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
لمار كتب: أسلوب سلس وجميل
ننتظر باقي الحلقات
أشكر لك متابعتك
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل السابع:
في القاعة الدراسية يتقابلُ الاثنانِ مرَّةً أُخرى، وينظر كُلٌ منهما إلى الآخرِ بابتسامةٍ جميلةٍ تسترت باحمرار وجنتيهما خجلاً!!
وفي نفس مكانهما المُعتادِ على رصيفِ الحديقةِ، جلسا يتبادلان الحديث.. توقف (ساورو) عن الحديث فجأةً، وأخذ يُحدِّقُ بوجهها، ثم أشار (ساورو) بإصبعهِ إلى وجه خطيبته بحركةٍ دائريةٍ قائلاً:
- أرجو أن تهتمي بهذا!!
أطرقت (رنا) قليلاً.. وقالت بصوتٍ خافتٍ:
- أنت مُحقٌ.. إنني أتساهلُ بحجابي كثيراً...
غمرت السعادة فؤاد (رنا)؛ فهاهو نصرانيُّ الأمس داعيةُُ اليوم، وإن كان على حساب تقييد حُريتها!
اليوم هو منتصفُ شهرِ شُباط فبراير لعام ألفين وستة للميلاد، وهذا الشهر لم يكُن عاديَّاً؛ فقد شهد اندلاع الغضب في كافَّةِ أنحاء العالمِ الإسلاميِّ من أقصاهُ إلى أدناه؛ على إثرِ الجريمة الدنماركية الشنيعة، حينما أعلنت إحدى الصُحف الكبرى في تلك البلاد عن جائزةٍ لأفضل الرسومات الكاريكاتورية –أو بالأحرى أبشعِها- التي تصوِّر الرسول الكريم خاتمُ النبيين محمدٌ صلى الله عليه وسلم.. فكانت اثنتي عشرة فريَةً على شكل صورٍ قبيحةٍ مُقذعةٍ يصفون بها نبينا العظيم بأبشع الأوصاف بأبي هو وأمي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
انتهى شهرُ شباط وابتدأ شهر مارس ومازال الغضب الإسلاميٌّ عارماً ومُدويَّاً أرغم قادة الكُفرِ الأوروبيين على التشاورِ فيما بينهم في سُبل مقاومةِ هذا التيارِ الجارف.. ووسائلُ الإعلام لا تكُفُ عن مُتابعة تفاصيل الأزمة على المستوى العالميِّ بأكمله..
دخل (ساورو) إلى منزله بعد يومٍ طويلٍ في الكلية ومنزل شيخه (باسل)، وكعادة العرب فإنهم يهتمون بمُتابعة الأخبار والمستجداتِ في منطقتهم المُلتهبة بالصراعات والحروب.. وكذلك كانت عائلة (ساورو). وقف (ساورو) يُشاهدُ على التلفاز إحدى تلك المُظاهرات المليونية المُنددة بالفريةِ الدنماركية.. بينما كانت تظهرُ على والده أمارتُ الاستياء والسُخط، حتى انفجر الأبُ بشكلٍ لافتٍ وغريبٍ قائلاً:
- أوووه، أزعجونا!! ما هذا؟! ألا يوجد في الأخبار غير هذه القضية؟! أكلُّ هذا من أجل رسومات؟!
وبسرعةٍ أجاب (ساورو) على الفور:
- إنه حقُّهم. أيُهانُ نبيُّهم ويسكتون؟!
حدَّق الأبُ بابنه (ساورو) وقد رنَّت في رأسه علامات العجب والاندهاش.. وقال:
- (ساورو)! لا تقل لي أنك أسلمت!
ذُهلَ (ساورو) لما قالهُ أبوه، ولم يتوقع أن يُفتضحَ أمرُه لهذه اللفتةِ البسيطة!! بلع ريقهُ وأخذ يبحثُ في أرجاء عقلهِ عن مخرجٍ مُناسبٍ يُنقذُهُ من هذه الورطة.. لكنه لم يفتح فمهُ قبل أن شعرَ باسطوانةٍ معدنيَّةٍ تستقرُّ على صدغه!!
ما إن سمع الأخُ الأكبرُ لـ (ساورو) ما قاله والدهُ حتى سحب مُسدسهُ، وألقمه مِشطاً من الرصاص، وشحن المُسدسَ ورفع يدهُ إلى رأس أخيهِ (ساورو) قائلاً:
- أصحيحٌ هذا الذي أسمع؟!
تمَّ كُلُّ ذلك في لحظةٍ واحدةٍ كانت تفصلُ حياة (ساورو) عن مماته.. لكنهُ استجمع قواه، وأجابَ بصوتٍ عالٍ:
- بالطبع لا!! هذا مُستحيلٌ.. لا يُمكنني أن أترك النصرانية وأعتنق الإسلام!
لم يأبهِ الأخُ بقول أخيه، وبدا يضغطُ ببُطءٍ على الزناد مُهدداً:
- أصدُقنيَ القولَ قبل أن أفرغَ الرصاص في رأسك!
وبثباتٍ واضحٍ عقَّب (ساورو):
- أخبرتُك سلفاً بأنني لستُ مُسلماً.. دعك من هذه التُرّهاتِ وارفع مُسدسك عنِّي.
أنزلَ الأخُ الأكبر فوّهةَ مُسدسه ببُطءٍ عن رأس (ساورو) رغم أنهُ بدا غير مُقتنعاً كفايةً لما قالهُ (ساورو)، كذلك كانت ملامحُ الاستغراب وعدم الاقتناع تظهرُ على أبيهما.. ولكن لابُدَّ من التعامل بحزم هكذا على كُلِّ من تُسوِّلُ له نفسُه أن يترُك دين المسيح مهما كانت قرابتهُ و أسبابُه.. وليس أعظمُ من تأديبِ من ترك دينَ المسيح بإخراج روحهِ من هذه الأرض إلى الجحيمِ المُقيم!!
هكذا كان يُفكرُّ الأبُ وابنهُ تجاه (ساورو).
**********************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل الثامن:
استلقى (ساورو) على فراشه مُتنهداً بعد أن كاد يفقدُ روحهُ لمُجرد الاشتباه بكونه ترك النصرانية ودخل في الإسلام!! ألهذا الحد يكرهون الإسلام؟! وألهذا الحد يتعصبون لدينٍ بائدٍ زائفٍ مُحرفٍ طواه الزمنُ ومحتهُ الأكاذيبُ وتبرأ منه المسيحُ نفسُه؟! لماذا لا يسمحون للمرء أن يختار ما يعتقدُه من أديان؟! أيتوجَّبُ على الأبِ أن يُكرهه أولادهُ على دينِه ولو كان خاطئاً؟! ماذا سأفعل حيال ذلك؟! إنهم يشكّون بي تماماً، وأيُّ ورقةٍ أو حركةٍ أو ردة فعلٍ ستجعلهم يتصرفون فوراً دون أدنى هوادةٍ!
أغمض (ساورو) عينيه واستسلم للنوم ولا يدري ماذا يُخبئُ الغدُ له من مُفاجآت!!
دخلت (رنا) حديقة الكلية ورأت خطيبها يجلسُ في المكان ذاته الذي اعتادا الجلوس إليه.. لكن حبيبها لا يبدو اليوم على طبيعته.. يبدو اليوم شاحباً!
تسارعت نبضاتُ قلب (رنا) لمنظر (ساورو) وبدأ الدمُ يجفُّ في عروقها خوفاً من أن يكون قد أصاب خطيبها مكروهٌ.. وأخذت تُسرعُ الخُطى باتجاه (ساورو)، حتى انكبّت إليهِ تسألُهُ:
- (ساورو)! ماذا جرى لك؟! تبدو شاحباً!
رفع رأسهُ تجاهها.. وقد قرر أن يُخفي الأمر عنها ما أمكن لكي لا تصابَ بألمه وحُزنه:
- لا شيء يا (رنا).. لا شيء أبداً.
لكن (رنا) التي خَبِرت صديقها في فرحه وحزنه أصرّت وألحّت عليه:
- لا يُمكنكَ أن تُخفي حُزنك عني.. هل أصاب مكروه؟! أخبرني يا (ساورو) وأعدُكَ أن أقفَ بجانبكَ، وأن أبذلَ الغالي والنفيس من أجلك!
تنهّد (ساورو) بألمٍ وقال:
- لا أشكُّ في ذلك لحظةً يا عزيزتي .. لكنني الآن فعلاً في ورطةٍ حقيقيةٍ لا توازيها ورطة!!
صرخت (رنا) بألمٍ:
- لا.. لا يمكنُ ذلك.. أخبرني ما الذي حدث؟!
وابتسامةٍ كئيبةٍ أردف (ساورو):
- تقصدين ما الذي لم يحدُث! ببساطة كدتُ أفقدُ بالأمس رأسي!
صمتت (رنا) واتسعت عيناها.. وتساءلت:
- كيف؟! كيف كاد يحدثُ هذا؟!
أخذ (ساورو) يشرحُ تفاصيل ما حدث معهُ بالبارحةِ مع أهله.. ودموعُ (رنا) الحارّة تنهمرُ من عينيها البريئتين.. ولا تتوقفان عن نزف الدموع.. حتى إذا ما انتهى (ساورو) من حديثه، توقفت دموعُها على سؤاله:
- هذا ما حدث يا (رنا).. فما الذي يجبُ عليَّ فعلُه للخروجِ من هذا المأزق؟! أم أخالُكِ هذه المرة عاجزة عن التفكير!! بل ينبغي عليَّ أن أودِّعكِ هذه المرة.. فربما كانت نهايتي قريبة!!
مسحت (رنا) الدموع عن وجهها وقالت بصوتٍ مُتحشرجٍ:
- لن أدعهم ينالون منك، وسأجدُ لك طريقةً تنجو بها بدينك.
توقف (ساورو) عن الكلام مع اتساع حدقتي عينيه على ما قالته خطيبتُه.. وقال:
- تبدينَ اليومَ قويةً.. لم أعهدكِ كذلك.. فما الذي تنوينَ فعله؟!
- (رنا): أتعرفُ كم تبقَّى لنهايةِ العام الدراسي؟!
- (ساورو): بالطبعِ أعرف.. ثلاثة أشهر تقريباً ونُنهي الدبلوم ويمكن تسميتُنا بعدها بمساعد مهندس.
- (رنا): جيد هذا الوقتُ كافٍ تماماً!
- (ساورو): ماذا تعنين؟!
- (رنا): أعني أن تلزم منزلك وتنقطع عن شيخكَ ولا تتفوه بكلمةٍ عن الإسلام حتى تُنهيّ دراستك..
- (ساورو): وهل لي أن أعرف فيمَ تُفكرين؟!
- (رنا) لا تستعجل! ستعرفُ قريباً بإذن الله.. عدني فقط أن تُنفذَ ما طلبتُهُ منك!
- (ساورو): لكِ ذلك.
************************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل التاسع:
ترفعُ (رنا) سمّاعة الهاتفٍ من أقربِ كبينةٍ تراها بعد خُروجها من الكلية.. جهةُ الاتصال هذه المرة كانت إلى "فنلندا".. حيثُ تُقيمُ إحدى أعزِّ صديقاتها التي تزوجتِ من شابٍ سوريٍ رافقتهُ إلى مقرِّ عملهِ في فنلندا.. إنها (أريج).. قالت (رنا):
- مساءُ الخير صديقي (أريج).. كيف حالُك؟!
- (أريج): نحمدُ الله، اشتقتُ لك كثيراً عزيزتي (رنا).. مضى وقتٌ طويلٌ لم أسمع فيه صوتك.. أرجو ألاّ يكون ذلك لحاجة؟!
- (رنا): ليس تماماً.. لكن عندي مُشكلة و أعتقدُ أنك تستطيعينَ المساعدةَ في حلِّها.
- ( أريج): أنا في خِدمتك.. أخبرني فقط ما خطبُك؟ فلقد شغلتِ بالي!
أخذت (رنا) تشرحُ لصديقتها مأساة خطيبها (ساورو) مع أهله الأرمن، وتهدُّدِ حياته للخطر إن بقي عندهم أو بالقُرب منهم..
- (أريج): أعتقدُ أنني أعرفُ حلاًّ مناسباً.. سأطلبُ من زوجي الاتصالَ بصديقه الذي يعملُ في الولايات المتحدة الأمريكية.. إنهُ المديرُ العام لشركة (Gulf Tec) وسيجد له بالتأكيدِ عملاً في بلدٍ لا يوجدُ في أرمن!!
- (رنا): أكون مُمتنةً لكِ يا أغلى صديقةٍ عرفتُها.. لكن أرجو الإسراع بذلكَ فلم يتبقَ على تخرُّجنا أكثر من شهر واحد!
- (أريج): اطمئني.. دعي ذلك لي.. وستسمعينَ أخباراً طيبةً بإذن الله..
بعد يومينِ تماماً رنَّ هاتفُ (رنا) المحمولُ أثناء تواجدها في كُلية المهندسين.. إنها مُكالمةٌ دوليةٌ.. تُرى من المتصل؟! ضغطت (رنا) على زر الإجابة، ورفعت الهاتف إلى أُذُنها:
- مرحباً..
- (المُتصل): مرحباً.. أنتِ الآنسة (رنا) إن لم أكُن مُخطئاً..
- (رنا): أنت مُحقٌ.. أنا هي (رنا)..
- (المُتصل): تشرّفتُ بمعرفتكِ.. هل لي أن أحادث خطيبك (ساورو)؟! إنني أتحدث من أمريكا..
- (رنا): بالطبع.. أنتظر لحظةً من فضلك..
ناولت (رنا) هاتفها لـ (ساورو) ولسانُ حالها يهتفُ: جآءك الفرج!
تناول (ساورو) الهاتف، حيّاهُ المُتصل قائلاً:
- مرحباً (ساورو)، أُعرفُكَ بنفسي: أنا (محمود) المُديرُ العام لشركة (Gulf Tec) للمقاولات العالمية..
تفاجأ (ساورو) قائلاً:
- سُررتُ بمعرفتك باشا مهندس.
أكمل (محمود) حديثهُ قائلاً:
- وصلني بالأمس اتصالٌ من صديقي العزيز في فنلندا يطلبُ مني المُساعدة في توظيفك في شركتنا لرغبتك بالابتعاد عن سورية لظروفك القاهرة.. كما علمنا بأنك ستتخرجُ قريباً من كُلية المهندسين – نظام الدبلوم.
ابتهج (ساورو):
- هذا ما أُريدُهُ بالضبط.
- (محمود): حسناً يا مهندسنا الصغير، نحنُ شركةٌ سوريةُ الأصل، نعملُ في مجال المُقاولات الإنشائية في المشاريع الضخمة العملاقة، ولدينا فروعٌ في كُلٍ من الولايات المُتحدة الأمريكية، وسوريا، وفي الشارقة بالإمارات العربية المُتحدة، وفي صنعاء بالجمهورية اليمنية.. فاختر المكان الذي يُناسِبُك، وأنا أقترحُ إليك الشارقة، فأنهِ أوراقك الثبوتيةِ وشهاداتِ تخرُّجِكَ.. واتصل بنا متى ما أنهيت ذلك على الهاتف الذي يظهرُ عندك في شاشة المحمول.
- (ساورو): لساني يعجزُ عن الشُكر سعادة المُهندس وأسألُ الله أن يُثيبكم حسنَ الثواب في الدُنيا والآخرة.
- (محمود): لا عليك يا زميل نحن في الخدمة ومن أجل عيون صديقي الغالي في فنلندا... نراك في الموعد.. إلى اللقاء.
ناول (ساورو) الهاتف إلى حبيبته (رنا) وقد تلألأتِ الدموعُ في عينيه.. فهو لم يرَ في حياته من هو أوفى من هذه الصديقة النبيلة.. ها هي تُنقذُهُ مرةً أخرى وتبذل المُستحيل للحفاظ على دينه وحياته.. ماذا أقولُ لها.. وكيف أردُّ جميلها.. لله دَرُّها!
**************************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل العاشر:
طلابُ كلية الهندسة – نظام الدبلوم – يستعدون الآن لتقديم مشاريع تخرُّجهم، والاستعداد لإنهاء إجراءات وثائق التخرج.. وبلا شكٍّ فإن بطليِّ هذه الرواية يتصدَّران قائمة الخريجين لهذا العام.
وفي قاعة البحوث، يقوم الشاب المميز (ساورو) لتقديم مشروعه الأخير؛ والذي يحدد نتيجة تخرُّجه..
يقفُ (ساورو) على المنصَّة ليبدأ شرح مشروعه.. يتوقفُ قليلاً.. يرمُقُ السماءَ بنظرةٍ سريعة.. يأخذُ نفساً عميقاً، و يقول لنفسه:
- هذا اليوم لم أكُن أنتظرهُ.. لقد أتى سريعاً!
أنهى (ساورو) تقديم مشروعه.. وأتى الآن دور الفتاة (رنا)، وعلى الرغم من خوفها وارتباكها الظاهرين إلاَّ أنها استجمعت قواها.. وبدأت التقديم..
جميعُ النتائج أتت على غير الحُسبان.. (رنا) أحرزت المركز الأول في ترتيب المشاريع المُقدّمة لهذا العام!
وفي جوِّ احتفاليِّ تُقيمُه الكُليةُ بمُناسبة مشاريع التخرُّج.. أخذ (ساورو) حقيبتهُ وهمَّ بالخروجِ من القاعة.. لحقتهُ (رنا) مُسرعةً وهي تقول:
- ألا تظنُّ يا (ساورو) أن الوقتَ ما زال مُبكِّراً لتُغادر القاعة في هذه الأجواء الجميلة.. إنها الفرحة الأجمل بالتخرُّج.. أم أنك حزينٌ لأنني تفوقتُ عليك في بحثي؟!
التفتَ (ساورو) بابتسامةٍ مهزوزةٍ، وقال:
- بل على العكس يا عزيزتي.. إنني فرحٌ لتفوّقك أكثر من فرحي فيما لو تفوّقتُ عليكِ.. إنكِ تستحقين ذلك بجدارة.
_ (رنا): إذاً تستطيعُ المكوثَ لتُشاركني فرحتي.. إن لم يكُن لديك مانع.
- (ساورو): إنني أحتاجُ كُلَّ ثانيةٍ من الآن للخروج مُبكراً من هذا البلد.. قبل أن يكتشف أهلي ما أقدمتُ عليه، أو بعبارةٍ أدقُّ.. قبل أن تتأكد شكوكهم حولي.
- (رنا): اطمئن.. الأمور تسيرُ كما يُرام.. فقط اتصل وأرسل أوراقك بمُجرَّد انتهائها.. أما الآن فإنني أدعوك في الداخل على كأسٍ من العصير وقطعةٍ من الجاتوه اللذيذ.. ثم نتحدث في الباقي..
اتسعت ابتسامةُ (ساورو) قليلاً، وزالت عن وجهه غيومُ الكآبةِ التي كانت مُسيطرةً عليها.. وقال:
- لا أظنُّ أنني أستطيعُ هزيمتك! ألم أجد لي شخصاً أضعف منكِ قليلاً؟!
أمسكت (رنا) بيدِ (ساورو) وقالت وهي تسحبُهُ إلى القاعة:
- قيل "أن الطيورَ على أشكالها تقع"! أسرع قبل أن تنفد الحلوى!
دخل المُهندسان إلى قاعة الاحتفال في أجواء من البهجة والسرور لم تُلامس وجهيهما منذُ مُدَّة.
انتهى الاحتفال، وعاد الجميعُ إلى منازلهم غير (ساورو) الذي توجَّه لأقربِ كبينة هاتفٍ للاتصال بالمُهندس (محمود) في الولايات المُتحدة الأمريكية لتنسيق وظيفته القادمة:
- مرحباً مُهندس (محمود).. كيف حالُك؟!
- (محمود): مرحباً يا صديقي (ساورو)... تبدو اليوم سعيداً.. كيف كان مشروع تخرُّجِك؟
- (ساورو): على أفضل حالٍ باشا مُهندس.. وتستطيعُ القول الآن بأنني خريج..
- (محمود): جميلٌ جداً.. سأجهزُ لك التذاكرَ الآن وسأتركها مفتوحةً بالتاريخِ الذي يُناسبُك.. وأرجو ألاَّ تتأخر كثيراً.. فنحنُ بحاجتك.
- (ساورو): أتمنى ذلك أيضاً.. الباقي مُجرَّد روتين ليس إلاّ.
- (محمود): اعتبر التذاكر جاهزة.. اتفقنا؟!
- (ساورو): مُتفقون.. نراكم قريباً.. إلى اللقاء.
أنهى (ساورو) مُكالمتهُ الأهم، وعاد أدراجهُ إلى المنزل ليحاولَ في أمرٍ آخر..
فتحَ (ساورو) باب المنزل، وألقى التحيَّة على والديه، ورمى بنفسه إلى الأريكة ليُريحَ جسده من عناء اليوم الأخير.. فوجد أكواباً من الشاي وُضعت على الطاولة بانتظار سُقاتها.. فتناول إحداها قائلاً:
- أخيراً انتهينا.. من اليوم فصاعداً أنا مُساعد مهندس.
أجابت الأمُّ:
- مُباركٌ يا بُنيَّ.. أتمنى لك مُستقبلاً زاهراً.. وبمجرد حصولك على عملٍ يُلائمُك سأبحثُ لك عن فاتنةٍ حسناءَ تُناسبُ ابني المهندس!!
غُصَّ (ساورو) لسماعه ذلك من والدته.. وقال وهو يُجففُ قطراتِ الشاي المُنسكبةِ على ثيابه:
- أمي!! أنا لستُ مُستعجلاً على الزواج.. لدي الكثيرُ من الأمور لأُنهيها.. أمَّا العمل فقد وجدتُ عملاً مُناسباً براتبٍ مُغرٍ..
التفتَ الأبُ بنظرةٍ غريبةٍ إلى ابنه.. وقال:
- تقولُ وجدتَ عملاً؟! من همُ الأغبياء أصحابُ أيِّ مكتبٍ أولئكَ الذين يوظفون مُساعد مُهندسٍ عديم الخبرة والمؤهلاتِ تقريباًَ؟!
تدارك (ساورو) الأمر قائلاً:
- ماذا تقول يا والدي؟! إنني الآن مُساعدُ مُهندس.. وجميعُ المكاتب الآن ترغبُ توظيفَ الشبابِ لتستفيد من حماسهم ودافعيتهم للعمل..
هزَّ الأبُ رأسهُ قائلاً:
- ليس مُقنعاً تماماً.. لكنك لم تقل على كم اتفقتم أن يكون الراتب.. وأين مقرُّ العمل؟!
حدَّث (ساورو) نفسه: هُنا المُهمةُ الأصعب.. أتمنى أن أنجحَ في إقناعهم:
- الراتب كما أخبروني لن يقلَّ عن ألف دولار أمريكي.. تستطيعُ القول أنه ألفٌ وخمسمائة دولارٍ تقريباً..
ابتهجت الأمُّ وقالت:
- هذا مُذهلٌ يا بُني.. أين تلك الشركة؟!
التفتَ (ساورو) إلى أُمِّهِ قائلاً:
- في الإمارات العربية المُتحدة.
وقبل أن يُكملَ (ساورو) نُطقهُ ضربَ الأبُ بقوة على الطاولة:
- أبداً! مُستحيل! لن أسمح لكَ بالذهاب.
وبلهجة الاستعطاف.. قال (ساورو):
- ولماذا يا أبي؟! لماذا ترفضُ ذهابي؟! وهل سأجدُ عرضاً أفضل من هذا؟!
تابعَ الأبُ حديثهُ بخُبثٍ:
- لن نتأكدَ قبل أن تبحث بجدٍ هُنا في حلب.. ثمَ أخبرني: لماذا أنت مُتحمسٌ لهذه الدرجة للذهاب؟! أوتظنُّ أنني نسيتُ شكوكي في كونك مُسلماً؟!
وبحزمٍ مُصطنعٍ التفتَ (ساورو) إلى أبيهِ قائلاً:
- بالطبع هذا هراءٌ.. من ذلك الساذج الذي يترُكُ ديننا ويعتنق دين الإرهابيين؟!
وبابتسامةٍ صفراء ، قال الوالدُ وهو يُغادر الصالة:
- أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً.. إلى ذلك الوقت انسَ فكرة السفر تماماً.. أو اطلب من المسيح أن يُقنعني!!
*********************
يتبع
طلابُ كلية الهندسة – نظام الدبلوم – يستعدون الآن لتقديم مشاريع تخرُّجهم، والاستعداد لإنهاء إجراءات وثائق التخرج.. وبلا شكٍّ فإن بطليِّ هذه الرواية يتصدَّران قائمة الخريجين لهذا العام.
وفي قاعة البحوث، يقوم الشاب المميز (ساورو) لتقديم مشروعه الأخير؛ والذي يحدد نتيجة تخرُّجه..
يقفُ (ساورو) على المنصَّة ليبدأ شرح مشروعه.. يتوقفُ قليلاً.. يرمُقُ السماءَ بنظرةٍ سريعة.. يأخذُ نفساً عميقاً، و يقول لنفسه:
- هذا اليوم لم أكُن أنتظرهُ.. لقد أتى سريعاً!
أنهى (ساورو) تقديم مشروعه.. وأتى الآن دور الفتاة (رنا)، وعلى الرغم من خوفها وارتباكها الظاهرين إلاَّ أنها استجمعت قواها.. وبدأت التقديم..
جميعُ النتائج أتت على غير الحُسبان.. (رنا) أحرزت المركز الأول في ترتيب المشاريع المُقدّمة لهذا العام!
وفي جوِّ احتفاليِّ تُقيمُه الكُليةُ بمُناسبة مشاريع التخرُّج.. أخذ (ساورو) حقيبتهُ وهمَّ بالخروجِ من القاعة.. لحقتهُ (رنا) مُسرعةً وهي تقول:
- ألا تظنُّ يا (ساورو) أن الوقتَ ما زال مُبكِّراً لتُغادر القاعة في هذه الأجواء الجميلة.. إنها الفرحة الأجمل بالتخرُّج.. أم أنك حزينٌ لأنني تفوقتُ عليك في بحثي؟!
التفتَ (ساورو) بابتسامةٍ مهزوزةٍ، وقال:
- بل على العكس يا عزيزتي.. إنني فرحٌ لتفوّقك أكثر من فرحي فيما لو تفوّقتُ عليكِ.. إنكِ تستحقين ذلك بجدارة.
_ (رنا): إذاً تستطيعُ المكوثَ لتُشاركني فرحتي.. إن لم يكُن لديك مانع.
- (ساورو): إنني أحتاجُ كُلَّ ثانيةٍ من الآن للخروج مُبكراً من هذا البلد.. قبل أن يكتشف أهلي ما أقدمتُ عليه، أو بعبارةٍ أدقُّ.. قبل أن تتأكد شكوكهم حولي.
- (رنا): اطمئن.. الأمور تسيرُ كما يُرام.. فقط اتصل وأرسل أوراقك بمُجرَّد انتهائها.. أما الآن فإنني أدعوك في الداخل على كأسٍ من العصير وقطعةٍ من الجاتوه اللذيذ.. ثم نتحدث في الباقي..
اتسعت ابتسامةُ (ساورو) قليلاً، وزالت عن وجهه غيومُ الكآبةِ التي كانت مُسيطرةً عليها.. وقال:
- لا أظنُّ أنني أستطيعُ هزيمتك! ألم أجد لي شخصاً أضعف منكِ قليلاً؟!
أمسكت (رنا) بيدِ (ساورو) وقالت وهي تسحبُهُ إلى القاعة:
- قيل "أن الطيورَ على أشكالها تقع"! أسرع قبل أن تنفد الحلوى!
دخل المُهندسان إلى قاعة الاحتفال في أجواء من البهجة والسرور لم تُلامس وجهيهما منذُ مُدَّة.
انتهى الاحتفال، وعاد الجميعُ إلى منازلهم غير (ساورو) الذي توجَّه لأقربِ كبينة هاتفٍ للاتصال بالمُهندس (محمود) في الولايات المُتحدة الأمريكية لتنسيق وظيفته القادمة:
- مرحباً مُهندس (محمود).. كيف حالُك؟!
- (محمود): مرحباً يا صديقي (ساورو)... تبدو اليوم سعيداً.. كيف كان مشروع تخرُّجِك؟
- (ساورو): على أفضل حالٍ باشا مُهندس.. وتستطيعُ القول الآن بأنني خريج..
- (محمود): جميلٌ جداً.. سأجهزُ لك التذاكرَ الآن وسأتركها مفتوحةً بالتاريخِ الذي يُناسبُك.. وأرجو ألاَّ تتأخر كثيراً.. فنحنُ بحاجتك.
- (ساورو): أتمنى ذلك أيضاً.. الباقي مُجرَّد روتين ليس إلاّ.
- (محمود): اعتبر التذاكر جاهزة.. اتفقنا؟!
- (ساورو): مُتفقون.. نراكم قريباً.. إلى اللقاء.
أنهى (ساورو) مُكالمتهُ الأهم، وعاد أدراجهُ إلى المنزل ليحاولَ في أمرٍ آخر..
فتحَ (ساورو) باب المنزل، وألقى التحيَّة على والديه، ورمى بنفسه إلى الأريكة ليُريحَ جسده من عناء اليوم الأخير.. فوجد أكواباً من الشاي وُضعت على الطاولة بانتظار سُقاتها.. فتناول إحداها قائلاً:
- أخيراً انتهينا.. من اليوم فصاعداً أنا مُساعد مهندس.
أجابت الأمُّ:
- مُباركٌ يا بُنيَّ.. أتمنى لك مُستقبلاً زاهراً.. وبمجرد حصولك على عملٍ يُلائمُك سأبحثُ لك عن فاتنةٍ حسناءَ تُناسبُ ابني المهندس!!
غُصَّ (ساورو) لسماعه ذلك من والدته.. وقال وهو يُجففُ قطراتِ الشاي المُنسكبةِ على ثيابه:
- أمي!! أنا لستُ مُستعجلاً على الزواج.. لدي الكثيرُ من الأمور لأُنهيها.. أمَّا العمل فقد وجدتُ عملاً مُناسباً براتبٍ مُغرٍ..
التفتَ الأبُ بنظرةٍ غريبةٍ إلى ابنه.. وقال:
- تقولُ وجدتَ عملاً؟! من همُ الأغبياء أصحابُ أيِّ مكتبٍ أولئكَ الذين يوظفون مُساعد مُهندسٍ عديم الخبرة والمؤهلاتِ تقريباًَ؟!
تدارك (ساورو) الأمر قائلاً:
- ماذا تقول يا والدي؟! إنني الآن مُساعدُ مُهندس.. وجميعُ المكاتب الآن ترغبُ توظيفَ الشبابِ لتستفيد من حماسهم ودافعيتهم للعمل..
هزَّ الأبُ رأسهُ قائلاً:
- ليس مُقنعاً تماماً.. لكنك لم تقل على كم اتفقتم أن يكون الراتب.. وأين مقرُّ العمل؟!
حدَّث (ساورو) نفسه: هُنا المُهمةُ الأصعب.. أتمنى أن أنجحَ في إقناعهم:
- الراتب كما أخبروني لن يقلَّ عن ألف دولار أمريكي.. تستطيعُ القول أنه ألفٌ وخمسمائة دولارٍ تقريباً..
ابتهجت الأمُّ وقالت:
- هذا مُذهلٌ يا بُني.. أين تلك الشركة؟!
التفتَ (ساورو) إلى أُمِّهِ قائلاً:
- في الإمارات العربية المُتحدة.
وقبل أن يُكملَ (ساورو) نُطقهُ ضربَ الأبُ بقوة على الطاولة:
- أبداً! مُستحيل! لن أسمح لكَ بالذهاب.
وبلهجة الاستعطاف.. قال (ساورو):
- ولماذا يا أبي؟! لماذا ترفضُ ذهابي؟! وهل سأجدُ عرضاً أفضل من هذا؟!
تابعَ الأبُ حديثهُ بخُبثٍ:
- لن نتأكدَ قبل أن تبحث بجدٍ هُنا في حلب.. ثمَ أخبرني: لماذا أنت مُتحمسٌ لهذه الدرجة للذهاب؟! أوتظنُّ أنني نسيتُ شكوكي في كونك مُسلماً؟!
وبحزمٍ مُصطنعٍ التفتَ (ساورو) إلى أبيهِ قائلاً:
- بالطبع هذا هراءٌ.. من ذلك الساذج الذي يترُكُ ديننا ويعتنق دين الإرهابيين؟!
وبابتسامةٍ صفراء ، قال الوالدُ وهو يُغادر الصالة:
- أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً.. إلى ذلك الوقت انسَ فكرة السفر تماماً.. أو اطلب من المسيح أن يُقنعني!!
*********************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
كنت قد قرات الفصول الثلاث الاولى فقط
لكن بقية الفصول ..............
تجعل العيون مشدودة لاكمالها والانفاس تتلاحق
بارك الله فيك اخي
اتحفنا بالباقي
وجزيت الف خير
لكن بقية الفصول ..............
تجعل العيون مشدودة لاكمالها والانفاس تتلاحق
بارك الله فيك اخي
اتحفنا بالباقي
وجزيت الف خير
labebah- مــ،،،ـشـ،،،ــرفـــة
المنتدى الإسلامي - عدد الرسائل : 238
مكان التواجد : مدينة ابن الوليد في شآآآآآآآم العز
تاريخ التسجيل : 07/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: لا مزاج
صفحة 1 من اصل 3 • 1, 2, 3
صفحة 1 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى