¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
+2
ebda3media
الدكتور المبدع
6 مشترك
صفحة 2 من اصل 3
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
رائع وجميل
زدتنا شوقا لمعرفة البقية
واصـــــــ || ولا تفاصل || ــــــــل
تحياتي للدكتور المبدع
ebda3media- مشرف المنتديات
مدير مركز إبداع ميديا
للإنتاج الفني والإعلام
مخرج ومنتج - عدد الرسائل : 364
مكان التواجد : حمص الشام .. ومصافحة ربعي على جو جدة
تاريخ التسجيل : 04/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: رايق
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
labebah كتب:كنت قد قرات الفصول الثلاث الاولى فقط
لكن بقية الفصول ..............
تجعل العيون مشدودة لاكمالها والانفاس تتلاحق
بارك الله فيك اخي
اتحفنا بالباقي
وجزيت الف خير
وبارك فيكِ
وانتظرينا
عسى ما نطول
،،،،،
دمتِ بود
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
ebda3media كتب:رائع وجميلزدتنا شوقا لمعرفة البقيةواصـــــــ || ولا تفاصل || ــــــــلتحياتي للدكتور المبدع
الروعة مرورك وتعليقك
تحياتي،،،
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل الحادي عشر:
(ساورو) يطرقُ جرس منزل عمّه في مدينة حلب في زيارةٍ مُفاجأة..
- (العم): من في الباب؟!
- (ساورو): هذا أنا (ساورو).. أُريدُ التحدثُ إليك يا عمي..
- (العم): تفضّل يا (ساورو).. لم أركَ منذُ مُدةٍ.. كيف حالكُ وما أخبارُ والِدك؟
- (ساورو): أنا في أفضل حالٍ فقد غدوتُ مُهندساً.. أمّا أبي فهو يرفُضُ السماح لي بالذهاب للعمل في الإمارات..
- (العم): أخي دائماً عنيدٌ بعض الشيء.. لكن لعلك أغضبتهُ بشيءٍ ما..
- (ساورو): ليس تماماً يا عمي.. أبي يعتقدُ أنني فقدتُ عقلي واعتنقتُ الإسلام.. ولذلك يرفضُ خروجي من عنده..
يقطبُ العمُ جبينهُ، وينظرُ إلى ابن أخيه باستغرابٍ قائلاً:
- أولم تفعلها يا (ساورو) ؟!
- (ساورو): ليس أنت أيضاً يا عمي.. أأُسلمُ، ثم أتباهى أمامكم بذلك؟!
- (العم): على الرغم أنني أثقُ فيك يا بُني إلاّ أنك تُقدم كثيراً على أعمالَ غير مسؤولةٍ، ودون استشارةٍ من أحد.
- (ساورو): أؤكد لك أنني صادق.. أرجوك يا عمي أقنع والدي بأن يسمح لي بالسفر إلى الإمارات.. أريدُ أن أعيش حياتي وأن أتعرف إلى العالم.. ألا تؤيدني أن الإمارات بلدٌ جميلٌ يستحقُّ الزيارة والعمل؟!
- (العم): أتفقُ معك يا (ساورو).. لكن لابدُ من إعطاءِ والدكَ ضماناتٍ بالتمسك بدينك.
- (ساورو): له كُل الضمانات إن سمح لي بالذهاب..
يفركُ العمُ ذقنه ويستغرقُ في التفكير قليلاً أثناء مُراقبةِ ابن أخيه له.. ثم يمسكُ بيده قائلاً:
- لنذهب إذاً يا (ساورو) لرؤيةِ والدك.
ابتهج (ساورو) كثيراً، فربما ينجحُ عمُّهُ بالضغط على والده والسماح له بالعمل في الشارقة.
في منزل والد (ساورو):
يصرخُ والد (ساورو) مرةً أخرى؛ لكن هذه المرة على أخيه:
- أجُننتَ يا أخي! كيفَ أسمحُ لهذا الطفل المُراهق بالخروج من تحت مُراقبتي وأترك الجماعات الإرهابية تعبثُ بعقله وأفكاره؟!
يهمسُ (ساورو) بسخريةٍ في نفسه قائلاً:
- لا أظُنُّهُ يقصد أن (رنا) فتاةٌ إرهابية!!
يستميتُ عم (ساورو) في الدفاع عن ابن أخيه:
- لا.. أنت مُخطئٌ يا أخي.. يجب أن نُعطي الأولاد فُرصة للتعلم والتجربة؛ ما لم فإنهم سينضجونَ ناقصي الرجولة!
- (والد ساورو): فليكونوا ناقصي الرجولة.. خيراً من أن يخونوا المسيح ودينه.
- (عم ساورو): ومن قال لك أنه ترك دين المسيح؟! إن (ساورو) شابٌ عاقل ولا يُمكن أن يُقدم على قرارٍ مثل هذا..
- (والد ساورو): لا يهم.. إنني مُتأكدٌ أنه ليس مُخلصاً للمسيح.. لذا يجبُ أن يبقى هنا لنُعيد تربيتهُ على الإيمان الصحيح!!
- (عم ساورو): أن أضمنهُ لك.. وفي حال شككنا ولو بنسبة واحد بالمائة أنهُ خان المسيح فلن أنتظر أقرب طائرةٍ لأفرغ مشطاً من الرصاص في رأسه!
- (والد ساورو): أذهلتني يا أخي! لم أكن أعلم بأن على هذا القدر من الإخلاص للسيد المسيح.. عجباً! لم تكن كذلك في صغرك!
- (عم ساورو): أنت قُلتها بنفسك يا أبا (ساورو).. الشبابُ ينشئون وفيهم حماسةُ الشباب.. لكنهم ما يلبثون يقوى إيمانُهم بتقدُمهم في العمر..
أنا أضمنُ (ساورو).. فأرجو أن تسمح له بالذهاب.
يصمتُ الجميعُ، بينما ينزلُ والد (ساورو) نظارتهُ عن عينيه، ويرفعُ إحدى رجليه على الأُخرى، ويشعلُ سيجارةً يُهدِّئُ بها غضبهُ المُتفجِّر على ولده.. وبعد استرخاءٍ بسيط.. يطلُبُ من أخيه أن يُمهلهُ إلى الغد ليُفكِّر بالموضوع برويَّةٍ أكبر..
****************************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل الثاني عشر:
في اليوم التالي يجلسُ (ساورو) في منزلِ شيخهِ (باسل الجاسر) يُحدِّثُهُ عن آخر مُستجدات أموره في الكليةِ ومع أهله النصارى.. ولا تخفى على ملامحِ (ساورو) أماراتُ القلقِ والاضطراب مما قد يتمخَّضُ عنهُ تفكيرُ والده..
يُحاولُ الشيخ (باسل) تهدئة (ساورو) ورفع معنويّاته قدر المُستطاع؛ بيد أن (ساورو) كان مُنهاراً تقريباً.. لذا كان لابُدَّ من علاجٍ آخر..
- (الشيخ باسل): ألا تستطيعُ الهدوء قليلاً يا أخي (ساورو)؟!
- (ساورو): أحاولُ جاهداً شيخيَ العزيز.. لكنني لم أعُد أُطيقُ الجلوسَ في الوسط المُشرك.. إنهم يُقيدون حُريتي.. ويمنعونني من عبادة ربي.
- (الشيخ باسل): رويدك يا (ساورو).. تحلَّ بالصبر.. فكذلك كان الأنبياءُ والمرسلونَ والمؤمنون.. أوذوا في دينهم.. لكنهم صبروا وتحمّلوا حتى أتاهم فرجُ الله.
أخي (ساورو)! هل تحفظُ أركان الإيمانِ الستة؟!
- (ساورو): أظنُ ذلك يا شيخي.
- (الشيخ باسل): جميلٌ جداً.. هل تتذكر الركن السادس من أركان الإيمان؟! لقد درسناهُ قريباً..
- (ساورو): نعم، إنه الإيمانُ بالقدر خيره و شرِّه.
- (الشيخ باسل): تماماً يا (ساورو).. ما تتعرضُ لهُ الآن هو تربيةٌ عمليةٌ لهذا الرُكن العظيم.. يجبُ عليكَ الآن أن تُسلَّمَ أمرك لله، وتعتقدَ تمام الاعتقاد أن كُل ما أصابك هو بعلم الله وتقديره وتُقابل ذلك بالرضا التام والتسليم المُطلق لله العليم الحكيم.
- (ساورو): نعم يا شيخي الفاضل.. يبدو أنني تغافلتُ عن ذلك قليلاً.. هذا امتحانٌ يجبُ أن أخوضهُ وأواجههُ بقوة.
- (الشيخ باسل): نعم يا أخي.. استشعر دائماً نُصبَ عينيك قول الله تعالى: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُونَ {2}.
- (ساورو): أشكُركَ يا شيخيَ الغالي.. لقد رفعتَ همتي وقويتَ عزيمتي..
- (الشيخ باسل): بل الفضلُ كلُّهُ لله.. وإنني واثقٌ إن صبرتَ أن يجعلَ اللهُ لك فرجاً ومخرجاً..
- (ساورو): آملُ ذلك.. أرجو أن تأذن لي بالذهاب فالآن يأتي عمي لُيقنع أبي بسفري.. أراك في أمان الله..
يهمُّ (ساورو) بفتحِ باب المنزل.. ولكن (الشيخ باسل) يستوقفه قائلاً:
- هل تعرفُ يا (ساورو) ماذا يفعلُ المسلمُ حينما يكونُ في حاجةٍ للمُساعدة؟!
ينظرُ (ساورو) إلى شيخه بنظرة اهتمامٍ ويبتسم:
- أظنني أعرفُ ذلك..
- (الشيخ باسل): أجل يا (ساورو).. لا تنس أن تلجأ إلى الله بالدعاء والابتهال؛ فهو وحدهُ مالكُ الأمورِ ومُقدرُها.
- (ساورو): لن انسَ ذلك.. أدعُ لي يا شيخي بالتوفيق.. السلامُ عليكم.
- (الشيخ باسل): وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لم يكد (ساورو) يُغادرُ منزلَ شيخهِ حتى وصلت إلى هاتفهِ المحمول رسالةٌ نصيةٌ من (رنا) نصُّها:
(ادعُ لوالدي بالرحمة، فلقد توفَّاهُ الله قبل ساعات)...
تسمَّرت قدمي (ساورو) لهول ما قرأ، فهو لم يشعر بحزنٍ خالطهُ منذُ زمنٍ كهذا الحزن، فليس من خبرٍ وجد وقع ألمهِ كهذا الخبر.. حُبُّ فؤاده (رنا) تُعاني.. أفيتركها في همٍ لوحدها؟!
لم يكن ذلك الوقت على ما يُريدُ، فليس مناسباً أن يترك حبيبتهُ في ظرفها الحالك وحزنها الكبير على والدها ويسافر بلا أدنى مسؤوليةٍ!
أوقفَ سيارة أجرةٍ وأمر سائقها بالإسراع إلى منزل خطيبته ليقوم بواجب العزاء تجاهها..
لم يكن الناسُ قد تجمَّعوا بعد.. فلقد كان (ساورو) أول الواصلين، يكتمُّ أنفاس حزنه لمُصاب (رنا) كتماً يجاوز عينيهِ، فتسبلا الدمع أحياناً، فيسيلُ حارقاً على وجهه، ويكتمه أحياناً أخرى..
فُتحَ البابُ على إثر طرق (ساورو).. فتح أخوها البابَ دونما أن يتحدَّث بكلمةٍٍ بعد عزَّاهُ (ساورو) فلقد فتح له الباب وتركَ له مهمَّة تهدئة أخته الوحيدة..
دخل (ساورو) على (رنا) وهي تبكي بحرقةٍ ولوعة.. فمصيبتها كانت أقوى وأكبر من أن تتحملها فتاةٌ صغيرةٌ في مثل عُمرها لم تعرف في حياتها غير والدها وعطفه..
قامت إلى (ساورو) بمجرد رؤيته، وألقت بنفسها على صدره علَّها تجدُ حناناً مفقوداً بوفاة والدها.. ولعل قلبهُ الطيب يخففُ عنها شيئاً من وجدها.. بينما اشتعلت في البكاء زيادةً..
لم يستطع (ساورو) سجن دمعةٍ تسلل هرباً من بين جفنيهِ جاهدها كثيراً على ألا تخرج.. فتزيد بذلك (رنا) وجداً على وجدٍ..
أخذ (ساورو) يُهدِّأُ ألمها وحزنها ويستعيدُ عليها شيئاً مما تعلَّمهُ منها.. الصبر على أقدار الله المؤلمة.. جزاء الصابرين..
وأجرُ المؤمنين.. والتعزية بسيد المرسلين..
دامَ الأمرُ طويلاً، هوَّنَ ذلك على (رنا) كثيراً؛ فلقد شعرت بعطفه في ذلك الموقف الصعب؛ فهو نفسهُ يُعاني ما يُعانيهِ من أهلهِ وينتظرُ لحظة الفرار بدينهِ.
- سوف أؤجل موعدي سفري يا عزيزتي.. ولن أدعك لوحدك أبداً..
نطق بذلك (ساورو) وهو يُمسكُ بالباب ليُغادرَ المنزل، بينما كانت (رنا) تمسحُ دموعه فجأةً وتقول:
- كلا! لن أسمح لك بالبقاء هُنا متى ما تيسَّرت أمورك.. إنني أستطيعُ الصبر وسأصبر.. وسأتدبَّرُ شئوني لوحدي بكل عزمٍ واقتدارٍ بإذن الله.. ولكن من سيضمنُ لي ألاَّ يغدر بك أهلك؟
هزَّ (ساورو) رأسهُ نافياً:
- كلاَّ يا (رنا).. لقد اتخذتُ قراري بذلك.. ولن أُغادرَ حتى أراك في أحسن حالٍ وحتى تستقرَّ أموركِ تماماً..
- (رنا): لن يُغيرَ ذلك من الأمر شيئاً.. إنني الآن في أحسن أحوالي.. وسنتعاونُ سويةً على إنهاء مُعاناتك أيضاً..
ابتسم (ساورو) وهو يُغادر منزلها ويُشيحُ بوجهه خجلاً:
- أشكركِ يا حبيبتي.. حقُّكِ عليَّ أكبر من أن أخذلكِ.
مكث عندها حتى خيَّمت على الأرض ظُلمةُ الغروب، حيثُ عاد (ساورو) إلى منزله وقد عزم على تأجيلِ سفرهِ قليلاً..
يدخلُ (ساورو) منزلهُ ليجد والدهُ وعمهُ يتناقشان من جديد، ولكن أباهُ يبدو أكثر اقتناعاً هذه المرَّة..
- (عم ساورو): قلتُ لك يا أخي أنا أضمنهُ لك.. ماذا تُريدُ بعد ذلك؟!
- (والدُ ساورو): وهل تستطيعُ منع شخصٍ من الإسلام؟!
- (عم ساورو): لا عليكُ.. أَضمنُ ألاّ يفعلها (ساورو).
يسكتُ والدُ (ساورو) قليلاً.. ويتنهدُ قائلاً:
- سأسمحُ له.. لكن على ضمانتك الخاصة.. وإن حاصل ما أخشاه فأنت تعرفني حينما أفقدُ أعصابي.
- (عم ساورو): افعل بي ما شئت إن حصل ذلك.
التفت العمُ إلى ابن أخيهِ قائلاً:
- افرح يا (ساورو).. لقد أقنعنا والدكَ أخيراً.. ولكن احذر! سأفقدُ حياتي إن خُنتَ المسيح!
يقول (ساورو) وقد بدت عليه علاماتُ البهجة:
- سأكونُ الخادم الوفيَّ لسيدي المسيح!
سُبحان الله! إن الله لينصُرُ هذا الدينَ بالرجُلِ الفاجر.. فما الذي أعطى عم (ساورو) ذلك الحماس للدفاع عن ابن أخيه.. بل الاستماتةُ في ذلك؟!
إنها قُدرةُ الله تعالى.
وأما العجب كلُّ العجب من أولئك النصارى الذين أرادوا تنزيه المسيح عيسى بن مريم فألّهوه وعبدوه.. ومن يستطيعُ القول بأن المُسلمين لا يؤمنون بالمسيح أو أنهم سيتوانون عن نُصرته واتبّاعهِ حينما ينزلُ بشريعة النبي الخاتمِ في آخر الزمان؟!
***********************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل الثالث عشر:
فصولٌ من الإقناع والنقاش سبقت أحداث اليوم، فمن ناحيةٍ أخَّر (ساورو) سفرهُ أسبوعين إضافيينِ من أجل مواساة (رنا)، بينما كانت الأخيرةُ تسميتُ في إقناع (ساورو) بتعجيل السفر بمجرد الحصول على موافقة والده وإنهاء إجراءاته..
وتحت ضغط (رنا) المتواصل على خطيبها اكتفى بتأخُّر الأسبوعين كحلٍّ وسطٍ لذلك! وها هو (ساورو) مُنهمكٌ في إعداد حقائبه وأغراضه استعداداً للسفر بعدما أرسل أوراقهُ إلى (محمود) المُدير العام لشركةِ (Gulf Tec)، وعلى إثر ذلك قام (محمود) بإرسال التذاكر وتأشيرة الدخول لـ (ساورو)..
وكما اتفقا سابقاً فإن وجهة السفر هي "الشارقة".
تدخلُ الأم لتُساعد ابنها في ترتيب حاجيّاتهِ..
- هل قررت السفرَ أخيراً يا بُني؟
يرفعُ (ساورو) رأسهُ إلى أمِّه قائلاً :
- أجل يا أمي. أُريدُ أن أكتسب خبراتٍ جديدةٍ بعملي في الخليج.
يبدو على الأم مشاعرُ القلق والحزن.. ولذلك فإنَّ (ساورو) مُضطرٌ لتلطيف الجوِّ قليلاً:
- لا تخافي يا أمي.. لن أتأخر كثيراً.. سأعودُ في أقربِ فُرصةٍ ممكنةٍ..
يقفُ (ساورو) منتصباً ويستأذنُ أمه بالخروج .. ويولّي خارجاً من المنزل .. لديه الآن اتجاهي!
يتَّجهُ (ساورو) صوب منزلِ شيخه (باسل).. شاكراً ومودِّعاً.. يطرُقُ باب منزلِ شيخه.. ويفتحُ الشيخ (باسل) الباب مُتفاجئاً:
- (ساورو)!! لم أتوقَّع قدومكَ الآن! ألم يكُن من الأنسب أن تأتي ليلاً حتى لا يراك أحد؟!
يبتسم (ساورو) ابتسامةً واثقةً ويقول:
- لعلني لن أحتاج إلى التخفي بعد الآن!
يمسكُ الشيخ (باسل) يد (ساورو) ليُدخله إلى المنزل قائلاً:
- أُدخل لنُكمل حديثنا في الداخل.
وبعد أن تناولا فنجاناً من القهوة، أخبر (ساورو) شيخه بآخر ما حدث مع والده وعمه.. وسط اندهاشٍ من الشيخ وترديد خاشع:
- سُبحان الله .. { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ {38}.
مُباركٌ لك يا (ساورو).. أتمنى لك التوفيق و الثبات.
- (ساورو): أشكُركُ يا شيخي العزيز.. فلك الفضلُ بعد الله في تدريسي وتثبيتي.
- الشيخ (باسل): لا يا (ساورو).. الفضلُ كلُّهُ لله وحده..هو من أنقذك من الظُلماتِ إلى النور، وحماك من مكرهم.. وأسألُ الله أن يُتمم لك ذلك بخير.
- (ساورو): إنني مُسافرٌ غداً يا شيخي.. ولأجل ذلك أتيتُ لتوديعك..
- الشيخ (باسل): تلك اللحظة التي لم نتمنَّها إلاّ لك! طامعين بفرارك بدينك.. لكنك لم تُخبرني بموعد سفرك؟!
- (ساورو): سأسافرُ غداً عصراً بإذن الله.
يُمسكُ الشيخ (باسل) لحيتهُ وكأنهُ يُفكِّرُ بشيءٍ ما..
يسألهُ (ساورو):
- هل تُفكِّرُ بشيءٍ ما يا شيخي؟!
يجيبهُ شيخهُ بهدوء:
- نعم. فإنني أخشى أن يغدر بك أهلُك.. أو يمنعوك من السفر في اللحظات الأخيرة..
يقول (ساورو) مُرتبكاً:
- وماذا سنفعلُ حِيالَ ذلك؟
يبتسمُ الشيخ (باسل) بثقة:
- لا تقلق.. لقد فكَّرتُ بذلك، ولديَّ الحلُّ المُناسب..
يُصغي (ساورو) إلى شيخه بقلق.. بينما يُتابعُ الشيخُ (باسل) حديثهُ قائلاً:
- سأُرسلُ معك مجموعةً من تلاميذي في المطار وفي طريقكَ إليه يُراقبونك ويطمئنونَ إلى وصولك إليه بأمانٍ ودونما أدنى مُضايقات.. وبالطبع دون أن يشعُرَ أهلُك بشيءٍ ما.
يبتهجُ (ساورو) ثانيةً:
- لا أعرفُ كيفَ أوفِّيكَ جميلكَ شيخي العزيز.. أنا مُمتنٌ لك غاية الامتنان.. ولا يُجازيك أجرك سوى الله تعالى. لكن ألا تخشى يا شيخي أن يكتشف أهلي ذلك أو يشكُّوا بي؟!
- الشيخ (باسل): اطمئن يا (ساورو). سيتمُّ كُلُّ ذلكَ بِسرِّيَّةِ تامَّةِ..
- (ساورو): أشكركَ جزيل الشكرِ شيخي الفاضل.. ولعلي أُودِّعُكَ الآن لأنني مُضطرٌ للذهاب.
يقفُ الشيخُ ليُعانقَ تلميذهُ الذي أحبَّ فيه انتمائهُ لهذا الدين وثباتهُ عليه على الرغم من حُلكةِ الظروف وقسوتها.. وأما (ساورو) فقام ليُقبِّل رأس شيخه الذي أوقظ ليله في سبيل تعليمهِ وتثقيفهِ بدين الله، والذي ما فتئَ يُعينُ تلميذهُ وحتَّى اللحظة الأخيرة في تجاوزِ محنته العصيبة.
يتوجّهُ (ساورو) الآن إلى مكانٍ نادراً ما كان يأتيهِ.. لكنه من الضروري الآن القدوم لتوديع ذلك الشخص الرائع.. الذي عاش معه لحظاته لحظةً لحظة.. ذلك الشخص الذي رافقهُ في رحلته المثيرةِ من الشرك إلى الإسلام..ذلك الشخصُ الذي ينبغي أن يكون كأيِّ عاشقٍ يعشقُ حبيبهُ فلا يُجاوزُ ذلك حدود الهُيام والغرام.. والتمتع بالشباب على الطريقة المألوفة لكُل العُشاَّق...
أظنُّكم عرفتم مقصدي.. إنها الفتاةُ الجميلة (رنا)!
تلك الفتاة التي انتقلت من كونها خدنٍ إلى داعيةٍ ثم خطيبةٍ لذلك الذي كان أبعد ما يكونُ عنها في الدين والنسب والعُرف.. ثُم هي تُعينُهُ بفضل الله لتجاوزِ عقبةِ الدينِ لتزول بذلك كُلُّ ما عداها من عقباتٍ.
*************************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل الرابع عشر:
يقف (ساورو) أمامَ بابِ منزلِ خطيبتهِ (رنا).. وقد خفق قلبُهُ بأماراتِ الرحيل..
لا أحد أبداً يُحبُ أن ينفصل في أجمل أيَّامِ حياتهِ وشبابه عن عشيقته وخطيبته.. لكن هذا الدين يحتاجُ للتضحيات.. ولابُد من هجرةِ دياركَ إن ضاق بها قيامُك بفرائض الدين.. وفي سبيلِ ذلك تهون المصاعبُ وترخُصُ التضحيات.. وعندئذٍ يستبشرُ المؤمنُ بِقُربِ فرج الله ونصره.
في ظرفٍ لا تُقارن صعوبة هذا الموقف به البتة كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يحفرُ الخندقَ والمُشركون يتربصون به وبأصحابه؛ حتى كان لا يأمنُ أحدهُم في قضاء حاجته، إذ عرضت لهم صخرةٌ عظيمةٌ في حفرهم لخندق الدفاع الأخيرِ عن المدينة النبويِّة، فتناولَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم معولَهُ وضرب الصخرة، فسطع بريقٌ عظيمٌ فكبر عليه الصلاةُ والسلامُ وقال: "أعطيتُ خزائنَ كسرى"، ويضربها مرةً أُخرى فيسطعُ كالبريق الأول فيكبرُ ويقول: "أعطيتُ كنوز الشام".. ويضربها ثالثةً فيقولُ: "الله أكبرُ أُعطيتُ مفاتيح اليمن".. ويعجبُ المُنافقون لذلك التفاؤل بين تلك المِحن.. ولا عجب؛ فمن بين المِحنةِ يبرزُ النصرُ والتمكين. و"إنّما النصرُ صبرُ ساعة".
يطرقُ (ساورو) الجرس وينتظر الإذن بالدخول.. لحظاتٌ طويلةٌ مرّت به وهو يقفُ على باب (رنا) يمرُّ به شريطُ ذكرياتِ عامٍ و نصفٍ تقريباً... منذ أن بدأت حياته بالتغيُر.. لحظاتٌ سريعةٌ مرّت به لم يكن يعرف بطلُنا وقتها أنه سيصبحُ بين ليلةٍ وضُحاها مُسلماً مُراق الدم لدى أهله النصارى إن تأكدت شكوكهم بإسلامه.. كما أنه لم يتصوّر أبداً أن تلك الساعات واللحظات التي يقضيها أي عشيقٍ مع عشيقته للتسلية والتبادل العاطفي قد تجرُّهُ إلى تغيير دينه وموطنه.
قطع تلك الخواطر صريرُ الباب الذي فتحته (رنا) بلهفة:
- (ساورو)! أنت هُنا.. لم أتوقَّع قدومك.
يتنهّد (ساورو) وكأنَّما ينتزعُ الكلماتِ من بين جنبيهِ انتزاعاً:
- نعم يا عزيزتي.. أعتذر لأنني لم أُخبركِ بقدومي لكنني مضطرٌ إلى ذلك الآن.
يبدو على (رنا) أمارات الدهشة و الاستغراب.. وتقول:
- لا تبدو مُرتاحاً.. ألم تُنهِ ترتيبات سفرك؟!
يسترقُ (ساورو) ابتسامةً ثقيلةً من بين شفتيه قائلاً:
- هذا ما يُرهقُني... فأنا جاهزٌ للسفر.. بعبارةٍ أُخرى سأسفرُ اليوم عصراً.
تصمُتُ (رنا) صمتاً مُطبقاً على غير عادتها المرحة.. وكأنها تستحضرُ ساعةً كرهت قدومها.. لكن (ساورو) الذي كان يتقطُّعُ ألماً على فراق مرابعهِ وأهله وخطيبته تابعَ قائلاً:
- أعرفُ كم هذا مؤلم، ولكن لابُدَّ من ذلك لأنجو بديني وروحي من غدر أهلي.. ألستِ يا عزيزتي من علمني أهميَّة التضحية لهذا الدين؟!
تنسابُ الدموع الحارة على خديَّ (رنا) ووجنتيها.. ولا تقوى على التفوّه بكلمةٍ!
يمدُّ (ساورو) ذراعيه نحو محبوبتهِ ويضمُّ خطيبته (رنا) إلى صدره يكتمُ دموعهُ قهراً.. بينما تزدادُ دموع (رنا) انهماراً وغزارةً.. فتبدو تلك اللحظاتُ دهراً من النحيب والبكاء!
تستجمعُ (رنا) روحها ثانيةً، وتكفكفُ دُموعها الولهةُ قائلاً:
- لا تُبالي بي.. يجب أن تُضحي.. لابُد من الفرار بدينك حتى يجعل اللهُ لك مخرجاً و فرجاً.. وسأصبرُ حتى تعودَ إلينا لا تخافُ بأساً ولا قهراً ولا أذىً.. وسيبقى بيننا الدعاءُ.
شعرَ (ساورو) بعزيمةٍ وثباتٍ لم يشعُر بهما قَبْلاً.. فلقد فاجأتهُ (رنا) -كعادتها- بقوة شخصيتها على ما انتابها من بكاءِ الأنوثةِ لدى فراق الأحبة.. وإن كان ذلك يسيراً... ولم العجب فكثيراً ما يغلبُ ذلك الرجالَ أحياناً!
قفلَ (ساورو) راجعاً إلى منزلهِ، ليأخذ ما يفي بحاجته من متاعٍ في بلادِ الغُربة، والتي لم يألف ارتيادها..
يحملُ إخوةُ (ساورو) متاع أخيهم في سيارة والدهم، وتتحرك السيارةُ بـ (ساورو) مُتجهةً إلى العاصمة دمشق حيثُ تنتظرهُ الطائرةُ المُتجهة صوب العاصمة الإماراتية "أبو ظبي"...
على مسافةِ 50 متراً تقريباً من سيارة (ساورو) كانت تقفُ سيارةٌ أخرى تُقلُّ شابين ضخمي القامة، يضعانِ نظاراتٍ شمسيَّةٍ كبيرةٍ تُخفي ملامحَ وجهيهما، ما إن شاهدا السيارة تُغادرُ المكان حتى أدار السائقُ محرك سيارته وبدأ بمُلاحقة سيارةِ (ساورو) عن بُعد.. بينما كان الشابُ الآخر يرفعُ هاتفهُ المحمولَ إلى حذو أُذنه قائلاً:
- تحرّكت السيارة.. نتقابل على الطريق بعد نصفِ ساعةٍ من الآن تقريباً.. فتهيئوا!
كان (ساورو) يقبعُ في سيارة والده مُحاطاً بأهله الذين أمضوا الطريق بنصائحهم المُعتادة: إياك أن تقترب من المُسلمين.. إنهم إرهابيون.. ستحلُّ عليك لعنةُ المسيح إن خالفت أمره!!
بينما كان (ساورو) يُظهر فروض الطاعة والولاء لأهله ويهزُّ برأسه مُجيباً!
بعد نصفِ ساعةٍ تقريباً من السير في طريق حلب – دمشق كانت تسيرُ على يمين الطريقِ سيارةٌ زرقاء وكأنّما هي تتمشى في نُزهةٍ على غير عادة المُسافرين الذي يحاولون السُرعة بأقصى ما يستطيعون للوصول إلى مُبتغاهم..
تمرُّ سيارةُ (ساورو) بمُحاذاتها مُسرعةً.. وبعد دقيقتين تقريباً تمرُّ بمُحاذاتها السيارةُ المُطاردةُ الأولى في حين يتبادلان التحية والسرعة أيضاً!! حيثُ تتباطأُ السيارةُ الأولى وتُسرعُ الأُخرى إكمالاً للمُهمة!!
وبعد ساعتين من السفر وصل (ساورو) إلى محطته الأخيرة في الديار السورية.. مطارُ دمشقَ الدولي. وكعادة المُسافرين، تدقيقٌ على التأشيرات، و تعبئةٌ لمُستندات السفر، ثم الانتظار حتى سماع الإذن بالصعود إلى الطائرة..
نصفُ ساعةٍ أخرى من الانتظار بين النصائح الأرثوذوكسية والوعيد النصراني بالويل والثبور.. قطعها أخيراً نداءُ الإذن بركوب الطائرة.. تحتضنُ الأُسرةُ بُنيَّها.. وتُلوِّحُ إليه لحظة تركهِ صالة المُغادرة..
يتجهُ (ساورو) صوب باب المُغادرة بيد أن شاباً كان مُرتكزاُ إلى الجدار القريب من البوابة.. جالت في تلك اللحظة خواطرُ كثيرةٌ في مُخيَّلة (ساورو):
- وكأنني أعرفُ هذا الشاب.. جسدهُ يبدو مألوفاً لي.. لكنني لا أرى ملامحهُ من خلف تلك النظارة السوداء.. يا تُرى أين رأيتُه؟!
قطع كُل تلك الخواطر الشابُّ نفسُه حينما أنزلَ نظارته من على عينيه مُبتسماً.. ثُم أعادها بسُرعةٍ خاطفة.. حينها تذكَّرَ (ساورو):
- عجبي! إنه أنشطُ تلاميذُ الشيخ (باسل).. لقد حدَّثني عنه كثيراً.. ورأيتُه عندهُ مراراً.. عجباً لك يا شيخي العزيز!
كان (ساورو) حين همس لنفسه بذلك يُحاذي الحارس الأخير من طلبة الشيخ (باسل) حين همس به بصوتٍ خافتٍ:
- في رعاية الله!
لم يشعُر (ساورو) نفسه بسيارات الحُراس الذين أرسلهم الشيخ (باسل) من وقتِ تحرُّكِ سيارة والد (ساورو) من حلب وحتى العاصمة دمشق... ولم يشعر كذلك بالعشرات من الحُراس الذي تخفَّوا في المطار يُراقبون أخاهم في العقيدة في طريق فراره بدينه خوف أن يبطش به عبدةُ الصليب من أهله في لحظات الفرار الأخيرة!
وقبل أن يستقرَّ (ساورو) على مقعده في الطائرة، حتى رنَّ هاتفهُ المحمول.. الرقمُ مألوفٌ جداً:
- أسألُ الله أن يوفقكَ ويثبِّتكَ ويحميكَ أخي العزيز.. لا تنسنا من دُعائك الصالح في سفرك.
انهمرت دموعُ (ساورو) على وجنتيه، وقال باكياً:
- أسألُ الله أن يجزيك الجنة.. لن أنسى أبداً صُنعك معي ما حييتُ.. واسألوا الله لي الثبات..
- الشيخ (باسل): نستودعُ الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك.. في رعاية الله. السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته.
يقفلُ (ساورو) سمَّاعة هاتفه المحمول بعد أن رد التحية على شيخه (باسل)، واستلقى على كُرسيِّ الطائرة المُتوجِّهة إلى "أبو ظبي".. عاصمة الإمارات العربية المُتحدة على هديرِ أصوات المُحركات النفَّاثة؛ تنفثُ في الجو خلفها طاقة الوقود وبقايا ذكريات (ساورو) في موطنه.. سوريا.
**************************
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل الخامس عشر:
يظهرُ بطلُنا (ساورو) أخيراً في مطار العاصمة الإماراتية "أبو ظبي" وهو يدفعُ عربة أمتعته.. ويتوجَّهُ بطبيعة الحال إلى موظف الجوازات في المطار ليختم على تأشيرة دخوله ... وأثناء ما هو منهمكٌ في المُعاملات الرسمية يشعرُ بيدٍ تستقرُّ على كتفه مع صوت مُهذَّبٍ يُناديه:
- عفواً.. ألست المُهندس (ساورو)؟!
يُديرُ (ساورو) رأسهُ مُلتفتاً تجاه ذلك الصوت المُنبعث من ذلك الجسد الشاميِّ الملامح قائلاً:
- بلى.. أنا (ساورو).
يبتسم ذلك الشاب:
- يُشرفُنا قدومك مهندس (ساورو)... كُنا بانتظارك. أعُرِّفُكَ بنفسي: أنا المُهندس (زياد) مندوب شركة (Gulf Tec) العالمية لاستقبالك.
- (ساورو): تشرَّفتُ بمعرفتك سيدي.. وأشكر لك انشغالك باستقبالي.
- (زياد): هذا من دواعي سروري.. سُننهي الآن إجراءات المطار ثم نُكمل حديثنا.
انتهت إجراءات الدخول إلى العاصمة "أبو ظبي"، وهاهو (ساورو) برفقة زميله (زياد) يضعان الأمتعة في سيارة الأخير.. ويأخذان جولةً في أرجاء العاصمة الإماراتية الجميلة تخللتها وجبةُ غداءٍ فاخرةٍ على شرف المُهندس الجديد.. ثم اتجهت مسيرتهم إلى مدينة الشارقة.
بعد ساعتين تقريباً كانت رحالُهم تحطُّ في إمارة الشارقة، حيثُ يتولى (ساورو) مهام عمله الجديد بحُريَّةٍ وأمان بعيداً عن إزعاج أهله النصارى.
يستقيظُ (ساورو) ولأولِّ مرةٍّ في حياته على صوت نداء الفجر والذي لم يسمعهُ قطٌ في حياته في حارة الأرمن التي كان يقطُنها في حلب.. شعر (ساورو) بقُشعريرةٍ تسري في جسده وهو يستمعُ إلى كلمات الأذان:
"الله أكبر، الله أكبر، أشهد ألاَّ إله إلاّ الله، أشهدُ أن مُحمَّداً رسول الله".. ويُخاطبُ نفسهُ قائلاً:
- تباً لنا... ألم نعقل لمرةٍ في حياتنا أن الله واحدٌ لا نِدَّ له ولا شريك؟! لماذا كُنَّا يا تُرى نُصرُّ على تأليه نبيه عيسى عليه السلام مع أنه لم يكن سوى بشرٍ أوحى الله إليه بالنُّبوة؟!
يقومُ (ساورو) من فراشه الطريِّ البارد من برودة أجهزة التكييف التي لا يخلو مكانٌ في الخليج منها، والتي لم يعتد عليها في أجواء موطنه حلب.
يقومُ إلى الحمام ليتوضأ ويخرجَ إلى المسجد.. وأيضاً للمرة الأولى في حياته.. وبدون مُضايقات.
لم يشعر (ساورو) مرةً في حياته بالأمن كما يشعرُ به الآن.. لا أحد يُضايُقهُ أو يؤذيه.. أو حتى كان مُستعداً لأن يسألهُ لماذا تُصلي.
يُصلي (ساورو) وقد غمرت قلبهُ الطُمأنينة والوقار على صوت الإمام الندي في هدوء الليل.. يا إلهي كم كُنا والله محرومين بكُفرنا!!
في تمام الساعة السابعة صباحاً كان المُنبِّهُ يرنُّ مُخبراً (ساورو) ببدء حياةٍ جديدةٍ في يومٍ جديد..
يقوم (ساورو) ليغسل وجههُ وهو يتأملُّ وجههُ في صفاء المرآة قائلاً:
- لن أُضطر بعد اليوم لأحلق لحيتي كما كُنتُ أفعل صبيحة كُل نهار.. أُعفيها الآن إتباعاً لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
يرنُّ هاتف غرفة (ساورو).. إنه (زياد) مندوب الشركة:
- صباح الخير (ساورو)... كيف كانت ليلتك؟
- (ساورو): صباح النور مهندس زياد.. أشكرك جزيلاً.. ارتحتُ للغاية... وأنا الآن جاهزٌ لنتجه سويَّةً للعمل.
- (زياد): ممتاز! نشاطٌ رائع.. سأكون عندك في غضون عشرة دقائق. إلى اللقاء.
يفتحُ (زياد) باب أحد مكاتب الشركة الهندسية (Gulf Tec) وبرفقته مساعد المهندس (ساورو).. وبينما يتجولان في أرجاء المكتب الواسع، يُشيرُ (زياد) على أحد المكاتب قائلاً:
- هذا مكتبُك يا (ساورو).. هُنا ستبدأُ حياتك العملية.. وستستلم الآن مهام العمل.
يجلسُ (ساورو) خلف مكتبه.. ويتكئُ على كُرسيِّه الجلدي.. بينما كان أحد زملائه المُهندسين يقتربُ منهُ ليُعرِّفهُ بمهام عملهِ الجديد.
مضى الآن يومٌ كاملٌ و (ساورو) يخوضُ غمار عمله الجديد بحيويَّةٍ ونشاطٍ مُنقطع النظير.. لاشكَّ أنه تعلَّم من شيخه (باسل) الكثير عن إخلاص العمل.. بيد أن إخلاص العمل الآن والإبداع فيه يعني استمرار تمتعهِ بإسلامه بعيداً عن أذى النصارى في دياره.
يومٌ ويومين وثلاثة.. مسيرةُ الحياة عادية.. وبدا أن كُلَّ شيءٍ يسيرُ على ما يُرام.. غير أن أقدار الله كانت على غير ما يظنُّ صديقنا.
*******************
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
قصة تصلح لان تكون عملا سينمائيا
عن طريق الدعوة وهمومها والامها
بوركت اخي وبوركت يداك
اكمل لا عدمنا يداك
عن طريق الدعوة وهمومها والامها
بوركت اخي وبوركت يداك
اكمل لا عدمنا يداك
labebah- مــ،،،ـشـ،،،ــرفـــة
المنتدى الإسلامي - عدد الرسائل : 238
مكان التواجد : مدينة ابن الوليد في شآآآآآآآم العز
تاريخ التسجيل : 07/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: لا مزاج
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
مشكوووور يالمبدع ننتظر المزيد
عاااااااااااجلا
تحياااتي ...........
غامض .. !- المبدع الأمير
- عدد الرسائل : 99
مكان التواجد : وسط العيون اللي هدبها يغطيني !
تاريخ التسجيل : 12/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: مستانس
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
معــــــــ || إلى النهاية || ــــــــاكـ
ebda3media- مشرف المنتديات
مدير مركز إبداع ميديا
للإنتاج الفني والإعلام
مخرج ومنتج - عدد الرسائل : 364
مكان التواجد : حمص الشام .. ومصافحة ربعي على جو جدة
تاريخ التسجيل : 04/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: رايق
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
labebah كتب:قصة تصلح لان تكون عملا سينمائيا
عن طريق الدعوة وهمومها والامها
بوركت اخي وبوركت يداك
اكمل لا عدمنا يداك
لكنه قل أن يحدث لها مثيل وخاصة في زماننا هذا
وبوركت وبورك المرور
تـ ح ـياتي
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
غامض .. ! كتب:مشكوووور يالمبدع ننتظر المزيدعاااااااااااجلاتحياااتي ...........
العفو أخـ9ي
وما يطول انتظارك
دمت بود
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
رواية جميلة ورائعة
تابع نحن معك
حتى النهاااااااااااااااااااااااااااية
تابع نحن معك
حتى النهاااااااااااااااااااااااااااية
لمار- مراقبة عامة
مشرفة لكل من
قسمي الفتيات والعلمي - عدد الرسائل : 83
مكان التواجد : جدة
تاريخ التسجيل : 13/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: لا مزاج
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
ebda3media كتب:معــــــــ || إلى النهاية || ــــــــاكـ
لا عدمناك
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
لمار كتب: رواية جميلة ورائعة
تابع نحن معك
حتى النهاااااااااااااااااااااااااااية
تشكرين
على المرور والمتابعة
لا عدمناك
،،،،
دمت بود
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل السادس عشر:
يجلسُ (ساورو) خلف حاسوبه الشخصيِّ في الشركة يُصممُ منزلاً سكنياً فاخراً كما طلب أحد كبار الأثرياء في الشارقة، حين دخل (زياد) مكتبهُ فجأةً..
- (ساورو)! أنت هُنا؟!
يرفعُ (ساورو) يديه عن لوحةِ المفاتيح ويستديرُ بكرسيهِ المُتحرك تجاه (زياد):
- أهلاً (زياد).. أين كنت تعتقد أنني سأكون إن لم أكن في مكتبي؟!
يلتقطُ (زياد) أنفاسهُ.. ويواصل:
- آسف (ساورو) لم أكن أقصد ذلك .. لكن لدينا مشكلة بخصوصك..
ينخفض أحد جبينيْ (ساورو) ويرتفعُ الآخرُ مُستغرباً:
- لا تقل لي أن المدير لم يُعجبه تصميم الأمس أو أن هنالك خطأٌ في القياسات؟!
- (زياد): ليتهُ كان ذلك.. لم نوّفَّق في استصدار رُخصةِ عملٍ لك هنا في فرع الشارقة.
- يتجهَّمُ وجه (ساورو):
بالطبعِ أنت لا تمزح... فلماذا لم يوافقوا إذاً؟!
يأخذُ (زياد) أحد المقاعد بالقرب من (ساورو) ويقول:
- أنت تحت السن المسموح به للمُهندسين... تم استقدامُك كونك مهندسٌ.. ثم نتفاجأ بأن القانون لا يُجيزُ التعاقد مع مهندس بعمرٍ دون الثالثة والعشرين من العمر.. وعلمي أنك قريباً دخلت في العشرين.
- (ساورو): وماذا سنفعلُ الآن مهندس (زياد)؟!
- (زياد): لا أدري يا زميل.. لكنني اتصلتُ بالمركز الرئيسي في أمريكا والذي أوصى بتوظيفك.. وأخبروني بأنهم سيهاتفونك اليوم.
بدأت المخاوف تدورُ في حِجر (ساورو) مرةً أخرى.. فهو لا يُريدُ العودة إلى ديارهِ بعد الراحة التي وجدها هُنا.. إن مُجرد التفكير بذلك سيُعيد كابوساً من الأحلام المُزعجة التي عاشها في صراعه بين الإيمان و الشرك.. لا بُد من عمل المُستحيل لكي لا أعود إلى حلب.. يجب..
يقطعُ حبلُ أفكاره رنينُ هاتفه المحمول:
- (ساورو): أهلاً سيدي المُديرُ العام.. كُنتُ في انتظار اتصالك.
- (المدير العام): أهلاً (ساورو).. يؤسفُنا ما علمناه صباح اليوم من أنظمة العمل.. لكن ثق بأننا لن نستغني عنك وسنبذلُ المُستحيل لإيجاد عملٍ يُناسبُك ويحفظُ حياتكَ ودينك.
يقولُ (ساورو) بلهجةٍ لا تخلو من الإحباط:
- شكراً سيدي المُدير.. لكن أين عساي أن أذهب؟! لا أريدُ العودة إلى سوريا.
- (المدير العام): بالطبع (ساورو)... ونحنُ لا نُريدُ ذلك أيضاً.. لكنني سأعرضُ عليكَ عرضاً.. وأرجو أن تُفكِّرَ به جيداً.. ولأن الوقت يُداهمُنا فإنني سأتصلُ بك صباحاً لأعرفَ ردَّك.
- (ساورو): أستمعُ بإنصاتٍ سيدي.
- (المُديرُ العام): لدينا استيعابٌ في فرعنا الموجود في صنعاء بالجمهورية اليمنية، في أضخم مشاريع الجمهورية على الإطلاق.. و نظير ذهابك إلى اليمن سأضاعف راتبك ضعف ما اتفقنا عليه سلفاً.. فكر جيداً.. وأسمع الجواب غداً. إلى اللقاء.
يُغلق (ساورو) سمّاعة الهاتف وقد أخذت الحيرةُ منه كُلَّ مأخذٍ.. بمعنىً آخر: هو أمام قرارٍ مصيريٍّ مرةً أخرى.. فماذا سيفعل؟!
توجَّه (ساورو) مهموماً إلى الفندق، فهو لم يكد ليلتقط أنفاسه من عناء الرحلة حتى بدا له أمام خيارين أحلاهما مُرٌ.. هل يُضحي ويذهب إلى اليمن في سبيل الحفاظ على حياته؟! أم يعودُ أدراجهُ إلى حلب وكأن شيئاً لم يكن؟! ماذا أفعل يا تُرى؟!
منذُ بضع ساعاتٍ و(ساورو) يتقلَّبُ على فراشه أرِقاً لأنه لم يفتأ عن تقليب الأفكار في ذهنه.. وتقليب الصور في مُخيلته أيضاً.. صورةً صورة.. لعله يجدُ ما يُشجِّعهُ على أحد الخيارين.. كان يرى صور والديه وإخوته وهم يُحاولون البطش به.. صور أستاذةِ الكلية... أصدقائه.. الشيخ (باسل).. وأيضاً محبوبته (رنا)..
تُرى ماذا سيكونُ رأيُكِ في مثل هذا القرار يا عزيزي؟!
هل ستقبلين الذهاب إلى اليمن؟! الراتبُ مُغرٍ ولا شك.. ولكن سأكون بمأمنٍ هُناك.. هل أستطيعُ العيش حياةً كريمةً هُناك؟
أم هل سأعود إلى محنتي هُناك في حلب.. إنها بلدي حقاً.. لكنني لم أكُن أحيا كما يحيا المسلمون.. لم أكن أشعر بلذة الصلوات والخلوات.. لم أكن أستمتعُ بالمشي فجراً إلى المسجد على ترانيم الآذان.. بل لم أكن أسمعُ الأذان أصلاً في حارة الأرمن..
ليتني أستطيعُ سماع رأيكِ الآن يا (رنا)..
مهلاً..
فـ (رنا) علمتني شيئاً عن صلاة الاستخارة.. وقالت لي أن أُؤديها إذا احترتُ في أمرين..
قام (ساورو) من فوره يغسل جسدهُ بوضوءٍ نقيٍّ.. ووقف خاشعاً لله رب العالمين يطلبُ خير الأمرين..
*********************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل السابع عشر:
دقَّ جرسُ الساعة السابعة صباحاً بتوقيت الشارقة، ودقَّ معها هاتفُ (ساورو) مُذكراً (ساورو) بموعد مُديره الذي ينتظرُ ردَّ (ساورو) بشأن الانتقال إلى فرع الشركة القابع في صنعاء اليمن.
- (المُدير العام): صباحُ الخير (ساورو).. هل نمت جيداً.
قام (ساورو) يفركُ عينيه، والنعاسُ ما زال يُداعب أجفانهُ التي لم تكتفِ من النوم ليلة الأمس؛ فقد باتتا ترمُقان أقطار العالم بحثاً عن النجاة.. ولم تستقرَّا إلاَّ بعد أن صلّى الاستخارة وأخلد بعدها للنوم يسرقُ ما بدا لهُ من عقله وجسده.. أجاب (ساورو):
- صباح الخير سيدي المُدير.. أخذت حاجتي من النوم.
- (المدير العام): اتصلتُ على الموعد لأسمع ردَّك.. فماذا قررت؟!
قال (ساورو) بعزمٍ و ثابتٍ واضحٍ من نبرات صوته:
- أوافق. قررتُ الانتقال على فرع اليمن.
استبشر المديرُ فرحاً:
- عظيم! أنت شُجاعٌ حقاً يا (ساورو).. تستحقُ المُكافأة.. ولو كان الأمر بيدي لأبقيتُك في الشارقة.. لكنك تتفهم الظروف.
- (ساورو): مازلتُ مُمتناً لك سيدي.. وسأكونُ وفيَّاً لشركتكم العامرة أينما ذهبت.
- (المدير العام): لا عليك يا (ساورو) نحن فخورون بك وهذا أقل ما نُقدمه من واجبٍ لك. على أية حال تذكرة الطائرة جاهزة.. وبإمكانك المُغادرةُ حالاً. حظاً موفقاً يا بُنيَّ.
بدأ (ساورو) يحزمُ أمتعتهُ مرةً أخرى استعداداً للمغادرة بعد أسبوعٍ واحدٍ فقط من الإقامة فيها.. في حين كان هاتفُ الفندق يرن:
- (استقبال الفندق): سيد (ساورو)! مكالمةٌ دوليةٌ لك. هل أُوصلُها لك؟!
تفاجأ (ساورو) أشدَّ المُفاجأة؛ فلم يكن يتوقع اتصالاً كهذا في هذا الوقت. تُرى من يكون؟!
- أجل. أرجو إيصالي بهذه المُكالمة.
لابُدَّ أنهم أهلي. هكذا كان يُفكرُ (ساورو) بيد أن الوقت لم يكن ليُسعفه بغير أن يقول حقيقة ما حصل معه ويأمل في أن يتفهموا ما حصل.
- (والدة ساورو): مرحباً بُنيَّ. كيف حالك؟!
- (ساورو): أهلاً يا أمي. أنا بخير ومشتاقٌ لكم كثيراً. كيف أموركم؟!
- (والدةُ ساورو): نحن أيضاً مُشتاقون لك. كيف عملك الجديد؟ هل تبدو سعيداً به؟!
تجهّم وجهُ (ساورو) في نظرةٍ لا تخلو من شيءٍ من الأسى.. وتابع حديثه قائلاً:
- كُنتُ كذلك.. حتى تغير كُلُّ ذلك!
تسأل والدتُه في استغرابٍ شديدٍ:
- ما الذي حدث؟! ألم تكن أنت من تحمّس للغُربة في الإمارات وأصرَّ على ذلك؟!
- (ساورو): بلى يا أمي.. وما زلتُ كذلك بيد أن نظام العمل في الإمارات يمنع التعاقد مع المهندسين دون الثالثة والعشرين من العمر.. وهذا ما لم أكن أعرفه سلفاً..
- (الأم): أفهمُ أنك تستعدُّ للعودة إلينا على أقرب طائرةٍ مُغادرة إلى سوريا؟!
- (ساورو): ليس تماماً.. فلقد عرض عليَّ مالك العمل أن يُضاعف لي راتبي نظير انتقالي إلى فرعهم في اليمن، نظراً لإعجابه الشديد بعملي.
- (الأم): قد يبدو راتبُك مُغرياً ولكن الفكرة لا تروق لي البتة.. أضف أن الناس في اليمن متوحشين وهم أبعدُ ما يكونون عن الحضارة والمدنية.. ثم ألا تخشى من اختطافكم كما هي عادتهم في اختطاف السائحين والأجانب والنصارى؟!
- (ساورو): لا أظنُّ ذلك يا أمي.. فهم يخطفون من تبدو سيماهم أوروبيين.. فضلاً أنني سأعمل في العاصمة، وعمليات الخطف تتم عادةً في مناطق القبائل.
- (الأم): لستُ مُطمئنةً بما يكفي يا بُني. وننتظر رأي والدكَ في ذلك.
بدأت الشكوك تُراودُ (ساورو) حول احتمالية رفض والده لعمله في صنعاء، ولذلك فإن عليه أن لا يُظهر أدنى مقاومةٍ لرغبات أهله حِيال ذلك حتى يُفكِّر في الحل الأنسب:
- (ساورو): لا بأس سأسمعُ رأي والدي.. فانتظروا اتصالاً مني. أبلغي سلامي للجميع... إلى اللقاء.
أغلق (ساورو) خط الهاتف في ما بدا وكأنه يُنهي المُكالمة قسراً لأخذ وقتٍ أوفى لإدارة هذه الأزمة والتفكير بحلٍّ يُنهيها.
وفيما كانت تظنُّ والدة (ساورو) أنه ينتظر توجيهات والده حول عمله في اليمن؛ كان (ساورو) يرسم شيئاً آخر.
**********************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل الثامن عشر:
(ساورو) مرةً أخرى جالساً على مقعد الطائرة، مُغمضاً عينيه يسترجعُ شريط أحداث أسبوعٍ من العمل في شارقة الإمارات وقد وصل به الشريطُ إلى مساء أمس حيثُ كان يستلمُ من المهندس (زياد) تذاكر سفره إلى العاصمة اليمنية صنعاء، وليس في ذلك جديدٍ، غير أنه أقدم على خطوةٍ جريئةٍ بفرض الأمر الواقع على والده!
لم يُهاتف (ساورو) والده في هذا الموضوع مُطلقاً؛ بل قرر التوجه إلى صنعاء، وإخبار والده بالأمر بعد هبوط قدميه على أرضها في محاولةٍ أخيرةٍ لاستباق أسوء التوقعات!
الطائرة تقترب شيئاً فشيئاً من أعلى عواصم الأرض، وكما تبدو صنعاء في العادة يُنصِّفُ منظرها الجويّ الشارع الشهير بشارع "الزُبيري" فيما كانت الطائرة تأخذُ مُنحناها للهبوط على مدرج مطار صنعاء الدولي بعد رحلةٍ لم تُجاوز الساعتين.
يتلفتُ (ساورو) وقد حطت قدماه في أرض المطار يمنةً ويسرةً:
- عجباً! لم أكون أتوقَّعُ أن الأمر بهذا السوء!! تُرى كيف سيكون شكل هذه الديار إن كان هذا مطارها؟!
لا شكَّ أن تلك الكلمات التي فارقت للتو فم (ساورو) لا تبعثُ إلاَّ على اليأس والإحباط لبطلنا المُتنقل بين الديار فارَّاً بدينه، ومن الأجدر له الرضا بأقل المُمكن إن كان جادَّاً حقاً في صيانة شريعته. كان هذا مال يدورُ في خَلَدِ (ساورو) وسط اندهاشه بحال مُستقرِّه الجديد.
أنهى (ساورو) سريعاً إجراءات الدخول وجرَّ حقيبته إلى صالة المُغادرة، بيد أن شخصاً ما كان يبحثُ عنه!
(نشوان) شابٌّ يمنيٌّ من مدينة تعز يعملُ سائقاً في فرع شركة (Gulf Tec) الكائن في صنعاء.. وبالرغم من قامته القصيرة نسبياً كما هو حال مُعظم سُكَّان ما عُرف سابقاً باليمن الشمالي غير أن لطافتهُ ومرحهُ جعلهُ يحظى بودِّ العاملين في هذه الشركة..
كان (نشوان) يتجوَّل في أنحاء المطار وهو يهمسُ في نفسه:
- أين أجده؟! أين أجده؟! شابٌّ سوريٌّ أشقر، ضخمُ الجُثَّة، يُدعى (ساورو).. هكذا أخبرني "الفندم" السوري!! ينبغي أن أجده بسرعة قبل أن تنهال عليَّ كومةٌ من اللوم والتوبيخ!
لم يكن (ساورو) على درجةٍ من الضخامة كما ذكر السائق؛ ولكن معلمه السوري رأى قِصر قامة (نشوان) وبناءً على ذلك أخبره بتلك الضخامة العادية!
- نعم وجدته! يبدو أنني وجدته! لنرَ: طوله يعادل طولي مرةً ونصف، وهو أشقرٌ فعلاً.. بقي أن أساله!!
يتقدم (نشوان) إلى (ساورو) يتفحّصُ معالم وجهه سائلاً:
- هل أنت المهندس (ساورو)؟!
يخفضُ (ساورو) رأسه قليلاً تجاه مصدر الصوت.. ويقول:
- نعم، أنا هو. من أين تعرفني؟!
يبتسم (نشوان) فيما كان يبدو أنه أنجز مهمته بنجاحٍ وقال:
- أنا سائق في شركتك.. أرسلني المدير العام لاستقبالك. رافقني بالخروج من المطار.
ويُهرولُ (نشوان) خارجاً لتقريب السيارة إلى المدخل فيما كان (ساورو) يسحبُ حقيبتهُ مُبتسماً مُستغرباً من بساطة تعاملِ أولِّ مخلوقٍ يمنيٍّ يراهُ في حياته!
- هذا هو شارع الستين... وهُناك على الجبل جامعة العلوم والتكنولوجيا، ويساري جامعة صنعاء، وهذا قصرُ (عبد ربه منصور) نائب الرئيس، ونحن الآن نتجهُ داخلين أطول شوارع العاصمة؛ شارع "الزُبيري"، وهُنا سوق القات... فيما بدا كأنهُ جولةٌ تعريفيةٌ يقوم به السائق (نشوان) لنزيلهم الجديد.
أخيراً (ساورو) يضعُ رحالهُ مُؤقتاً في الفندق انتظاراً لاستلام عمله وسكنه الجديدين.
وفيما كان (نشوان) يلوِّحُ لـ (ساورو) بيده وهو خارجٌ من الفندق كان يقول:
- هذا هاتفي مهندس (ساورو). إن احتجت شيئاً فقط هاتفني.
أخذ (ساورو) حماماً دافئاً يدفئُ به ما عراه من برودة الجو في صنعاء، وصلى فرضهُ واستلقى يُفكِّرُ فيما ينبغي عملهُ ابتداءً من هذه اللحظة..
لم يكن (ساورو) شعر بتعبٍ يُذكر من رحلةٍ قصيرةٍ كهذه لم تجاوز الساعتين.. ولذلك فإنه كان عليه أن يُعجِّل في ترتيب أموره في صنعاء قبل أن يُدرك أهلهُ أن أصبح فيها حقاً!!
رفع (ساورو) سمَّاعة الهاتف وطلب من استقبال الفندق طلب رقم (نشوان)..
- (نشوان): نعم يا فندم!! كيف أخدمُك؟!
- (ساورو): خذني الآن لمقر الشركة.. يجبُ أن أبدأ العمل!
- (نشوان): ما زال ذلك مُبكِّراً عليك يا فندم.. فللتو وصلتَ، ومن المُناسب أن نذهب غداً صباحاً.
- (ساورو): لا عليك يا عزيزي.. لا أبدو مُتعباً، كما أنني مُتحمسٌ لبدءِ العمل.
- (نشوان): لا أُحبِّذ لك ذلك مُهندس (ساورو). لكن إن كُنتَ مُصرَّاً فسآتيك حالاً.
_ ( ساورو): أرجو ذلك.. سأكون بانتظارك.
انتظر (ساورو) قُرابة الأربعين دقيقةً حتى وصل السائق (نشوان) بيد أن منظرهُ كان يحمل العديد من الاستفهامات لدى (ساورو):
- (ساورو): ما الذي حدث لك يا أخ (نشوان)؟! لماذا يبدو فمُك مُتورِّماً؟!
- (نشوان): متورماً؟! بل على العكس تماماً.. أنا أمضغُ الآن القات بهذه الطريقة!! هل تُريدُ أن تُجرب؟!
- (ساورو): لا شُكراً جزيلاً.. لا يروقُ لي ذلك... فقط خُذني من فضلك إلى مقر الشركة وأكون لك من الشاكرين.
- (نشوان): حاضر يا فندم.
كانت تلك المرة الأولى التي يتعرفُ فيها على نبتة القات والتي ألِف منظرها تدريجياً بمرور أيامه في اليمن، ومع أنه كان مُشمئزَّاً غاية الاشمئزاز من منظر (نشوان) السيئ بهذه النبتة.. إلاّ أنه أبدى صبراً وجلَدَاً كاد أن يُفقدا!
ركب الاثنان السيارة مُتجهين إلى مقر الشركة الكائن في شارع حدة حيثُ سيبدأُ هنالك (ساورو) مسيرة عمله الجديد.
يدفعُ (نشوان) باب مكتب مُدير فرع الشركة في صنعاء ومعه المُهندس الجديد فيما كان المديرُ يقومُ من على كُرسيِّه للترحيب بـ (ساورو):
- أهلاً وسهلاً... أهلاً وسهلاً بمُهندسنا الجديد.. تشرَّفنا بقدومك.
- (ساورو): سُررت بمعرفتكم حضرة المُدير. ويشرفني دوماً العمل في إدارتكم الموقَّرة.
- (مدير الفرع): إنه لمن دواعي سُرورنا انضمام شابٍ نشيطٍ مثلك لدينا.. كما أننا تلقينا توصيةً خاصةً بك من المدير العام في أمريكا.. تصرَّف بكُل حرية واستقلالية في عملك الجديد.
- (ساورو): شُكراً سيدي المُدير... هل لك بتعريفي بطبيعة العمل الذي سأشارككم فيه في صنعاء لكي أبدء عملي على وجهة السُرعة.
- (مدير الفرع): لا داعي للعجلة عزيزي (ساورو).. خُذ راحتك حقَّ الضيافة ثلاثة أيام ثُم تُباشر العمل.
كان (ساورو) يهمسُ لنفسه:
- ليس لديَّ من الوقت ما يسمح بتأخير العمل ثلاثة أيامٍ أخرى..فليس لدي أهلي أدنى احتماليَّةٍ بوجودي في اليمن.. ومع ذلك يجبُ أن أضعهم تحت الأمر الواقع.
ولذلك تابع (ساورو) الحديث إلى مُديره:
- إنني في غاية الحماس سيدي المُدير! ولا أظنُّ أن بمقدوري الصبر ثلاثة أيامٍ أخرى لمُباشرة العمل.. ولذلك فإنَّه تسرُّني خدمتكم فوراً.
بدا المُدير مُستغرباً لهذا الحماس المُفرط الذي أبداه مُهندسهم الجديد:
- على أية حال ليس لديَّ مانعٌ في مُباشرة العمل حالاً.. ولذلك سأعطيك لمحة مُبسطةً عن المشروع: نحنُ نعملُ الآن في أضخم مشاريع الجمهورية اليمنية على الإطلاق.. ولكي لا أُطيل عليك فإننا نعملُ حالياً في مشروع الجامع الأكبر في اليمن والمُسمى بجامع "الرئيس الصالح"... والعملُ في أوجَّه... كما أنه لا يبدو أنه سينتهي قريباً ولذلك نحتاجُ إلى بذل أقصى الجهد لاستكمال المشروع حيث ستستلم عملك كمساعد مُهندس في المكتب هُنا.. وسيُساعدُك زُملاؤك في المكتب على فهم طبيعة العمل.
خُذ راحتك، واستمتع بعملك في أجواء التعاون والألفة مع الإخوة الزُملاء.
- (ساورو): شُكراً سيدي.. سأُباشرُ عملي فوراً.
************************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصل التاسع عشر:
يُمسكُ (ساورو) سمَّاعة الهاتف ويطلبُ رقم هاتف والدهِ في حلب ليُنهيَ الجزء الأخير من خطة عمله في اليمن:
- (ساورو): صباح الخير يا أبي.. كيف حالك؟
- (الأب): صباح النور يا بُني.. كيف أخبارك؟
- (ساورو): بأحسن حال.. والعمل في غاية الإمتاع.
- (الأب): يسُرُّني ذلك.. يبدو أن الشارقة أعجبتك كثيراً..
- (ساورو): لا شكَّ في ذلك، غير أنني لم أستطع إكمال مشواري فيها نظراً لما أخبرتك به أمي.
- (الأب): سمعتُ بشيءٍ من ذلك.. فهل اتصلت لتُخبرني بإنجاز مُعاملتك واستقرار عملك في الشارقة ؟!
- (ساورو): ليس تماماً..
يُقطِّب الأبُ جبينه مُرتاباً . ويسأل:
- ماذا تعني؟!
- (ساورو): أعني أنني لم أتمكن من استصدار إقامة عملٍ في الشارقة نظراً لأنني تحت السن القانوني المُرخَّص به لمُزاولة المهنة. لكن عُرضَ عليَّ شيءٌ آخر.
يسألُ الأبُ ومازال يشحذُ ما اعتراه من سخطٍ مُنذُ البداية على عمل (ساورو):
- ما الذي عُرض عليك؟! كُنت أظنُّ أنك في الطريق إلينا الآن.
- (ساورو): أُعجبت الشركة كثيراً بعملي، وتمسَّكت بي غاية التمسُّك؛ بل إنهم دفعوا لي ضعف راتبي مُقابل بقائي معهم في الشركة ذاتها في فرع اليمن.. و..
لا يدعُ الأبُ فرصةً لـ (ساورو) لإكمال حديثه حتى قطعه بغضب:
- اليمن؟! لا.. مُستحيلٌ أن أدعك تذهب إلى هُناك.. أضاقت بلادُ الأرض عن بلد بدائيٍّ يعجُّ بالمُجرمين والإرهابيين غير اليمن؟!
يُقرُّ (ساورو) أن ما كان على حذرٍ منه قد وقع فعلاً... بقيت المحاولة الأخيرة:
- ولمَ لا يا والدي؟! لقد دفعوا لي راتباً مُغرياً.. كما أن الإرهابيين لا يتقصَّدون الجميع على حدٍ سواء... فضلاً أننا عرب.
- (الأب): مهما كان فلن أدعك تذهب إلى هناك.. سيشوِّه المُسلمون عقلك.
- (ساورو): لا تخف يا أبي، فإنني حريصٌ أشدَّ الحرص للحفاظ على دين المسيح.. ولفقدُ روحي خيرٌ من تركه.
- (الأب): عجباً!! أصبحت تُتقنُ التمثيل!!! لا تظُن أنني أثقُ بالكثير مما تقوله؛ فأيُّ مجنون يقبل بهذه البساطة الذهاب إلى بلدٍ كاليمن؟!
- (ساورو): على أية حال كُنتُ أودُّ إخبارك لكن لم يُسعفني الوقتُ لذلك، فضلاً أنني لم أشك أبداً بموافقتك: أنا الآن في اليمن.. في مكتبي وعلى رأس عملي... ومن الصعب التراجع عن ذلك.
اشتطَّ الأبُ غضباً وحنقاً:
- كيف تجرؤُ أيها المعتوه بالقيام بعملٍ كهذا؟! أوتظنُّ أنه يُعجزُني أن أستقلَّ أقرب طائرةٍ إلى اليمن لأفرغ الرصاص في رأسك أيها الصابئ؟!
- (ساورو): هوِّن عليك يا أبي.. ليس الأمرُ بهذا السوء.. إنني أحببتُ أن أعيش حياتي وأن أغامر... أريدُ أن أجرِّب، ولذلك بدا لي رفضُك مُستحيلاً... فسامحني فأن لم أقصد سوءاً..
- (الأب): قصدتَ أم لم تقصد.. يجبُ أن تندم على ذلك.. هيا.. اركب طائرةً الآن!
يسحبُ (ساورو) نفساً عميقاً.. ويُجيبُ بهدوء:
- أنا ابنكَ المُطيع يا أبي، ولطالما كُنتُ وما زلتُ برَّاً ودوداً بكم، وأنا شابٌّ يافعٌ أرغب بمغامرة الحياة وتجربتها بالأُطر المأمونة والمضمونة أيضاً.. فلا تجعل بيننا حاجزاً بحرماني من أخذ فرصتي في تكوين نفسي وشخصيتي... علماً أن ذلك لن يُزحزحني قيد أُنملةٍ عن دين المسيح؛ عليه وُلدتُ وعليه أموت.. فأرجو أن تُعيدَ تفكيركَ مرةً أخرى وسأهاتفكَ غداً.
كان يؤكدُ (ساورو) دوماً على تمسّكه بدين المسيح فيما كان يُمثِّلُ إيهاماً بإيمانه بالنصرانيَّة؛ بيد أن (ساورو) كان يستذكرُ دوماً قول الله تعالى: { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {67}.. وما ينطبقُ على إبراهيم ينطبقُ بالضرورة على بقية النبيين الكرام.. كان يتذكرُ ذلك من خطيبته (رنا).
أغلق والدُ (ساورو) سمّاعة هاتفه ولكنه شعر بشيءٍ غريب يراودُ خلجات صدره.. بدا وكأنه شعر بأن تعاملهُ الاستعلائيَّ مع ابنه قد يُفقدهُ إياه إلى الأبد؛ ولا مانعَ بشيءٍ من اللين مع دوام مُراقبة حاله. ومع ذلك فقد كان مُتردداً؛ فابنهُ الغرُّ بدت منه بوادرُ الكُفرِ والعصيان.. ولعلَّ بلداً كاليمن تُنمِّي ذلك التوجّه.
وبينما كان يدورُ الأبُ في متاهات نفسه وأخاديدها إذ عرض لهُ أخيه عبر اتصالٍ هاتفيٍّ مُفاجئ!! صحيحٌ أن الأب في كامل وعيه غير أن أخاهُ كان يتحدثُ إلى روحه موبِّخاً ومؤنِّباً ولم يكن يقوى الأبُ على الدفاع!!
كثيراً ما يمرُّ الإنسانُ بحالةٍ كهذه..
كان (ساورو) قد أخبر عمَّه الذي توسط له سلفاً في هذه القضية بالمُستجدات الحالية.. وتكفَّلَ العمُ اللطيفُ بمُساعدته ثانيةً.
أخيراً اقتنع والدُ (ساورو) بالأمر بصعوبةٍ بالغة وبعشرات التعهُّداتِ والضمانات!!
**********************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الفصلُ العشرون:
(ساورو) يجلسُ في مكتبه خلف شاشه الحاسوب يُعينُ المُهندسينَ على وضع اللمسات الجمالية على جامع "الرئيس الصالح" في جوٍّ بهيجٍ للغاية على الصعوبات التي اعترضت مسارهُ وما زالت تعترضهُ في بلدٍ ينقصُه الكثير كاليمن.
أما الأمر الذي لم يكن عادياً في حياة (ساورو) فهو أنه ولو أوَّل مرةٍ وبكُلِّ حُرِّيَةٍ يستمعُ إلى تسجيلات القرآن الكريم عبر الأشرطة أو عبر الإذاعة ليعوِّض لَذَّةً طالما فقدها في دياره.
بدأ (ساورو) يستقرُّ في الوطن الجديد، في عمله الحالي لا يُعكِّرُ صفوها غير فراق الأحباب، وعزاؤه أن ذلك لن يطول حتى يجعل الله له مخرجاً.
اليوم هو السبت الثالث والعشرين من شهر سبتمبر للعام السادس بعد الألفية.. وهو يعني الكثير لـ (ساورو) ولاشكَّ؛ فهو يوافقُ اليوم الأوَّل من شهر رمضان المُبارك.
يُريدُ (ساورو) أن يصومَ رمضان للمرة الأولى في حياته.. نعم لقد انتظر تلك اللحظات بفارغ الصبر، يُريد أن يصوم مع المُسلمين.. يُريدُ أن يشهد معهم الصلوات.. إنَّه يُريدُ أخيراً أن يشعر بأنَّهُ فردٌ من هذا الدين العظيم. وابتهاجاً بالشهر الفضيل فقد قرر (ساورو) مُواصلة ما بدأته (رنا) وشيخه (باسل) في تعليمهِ القرآن الكريم وحفظ بعض سوره، وجعل هدفهُ لهذا الشهر حفظ سورة "الأنعام".
أتى (ساورو) بلوحةٍ كُتبت عليها السورة وعلَّقها أمامه في مكتبه ليتمكن من حفظها بإجادةٍ وبأسرع وقت.
كان (ساورو) يعيشُ لحظات صيامه وقيامه لحظةً لحظة: أعجِبْ بأمر المُسلمين! أليسوا سُعَداء بانتمائهم لهذا الدين العظيم؟! ألا يشعرون بالفخر والاعتزاز؟! –بصراحة: لم يبدوا لـ (ساورو) كذلك-.
خرجَ (ساورو) يتجوَّل في شوارع العاصمة اليمنية "صنعاء"؛ يستكشفُ مجهولاً طالماً سمع عنه، ويرى بلاداً لم يألفها ربما يطولُ مقامهُ فيها.. وعلى الرغم من سعادة (ساورو) البالغة بحرية تعبُّده والتي لم يغادر بلده إلاَّ من أجلها إلاَّ أنه كان مُستاءاً للغاية من بعض تصرفات المُسلمين.. إن هذا الدين القويم يدعوهم للصدق والأمانة والبر والإخلاص وحُسن الخُلق وكُلُّ ما من شأنه أن رفعةُ حياة المُسلمين وسعادتهم؛ غير أنه أرى تناقُضاتٍ عجيبة! رأى الموظفين يتسيبون في أعمالهم وإن أدَّوها فهي أبعدُ ما تكون عن الإتقان! وأما حالهم والكذب فصحبةٌ حميمةٌ وثيقة!!
غريبٌ أن ترى في صنعاء أن الأصل في السرقة الحِلُّ والإباحة لدى الكثيرين وفي كثيرِ الأشياء وقليلِها وبالذات الهواتف المحمولة والأحذية في الجوامع!
يسيرُ (ساورو) في بعض الأسواق ليُلاحظَ عجباً من بعض فتياتِ تلك الديار!! وخلافاً لما ألِفه من (ساورو) من عفَّةِ الفتيات في الشام وإن كانت مُتبرجة فإنها تأنفُ من الحديثِ مع الغرباء دون طائلٍ فضلاً عن أن تقع عينها على وجهه.. أما هنا فرأى بعض من قلَّ حياؤهن ينظرنَ إليه نظراتٍ يخجلُ الرجال من النظر بها إليهن ولا يخجلن من ذلك مُطلقاً!!!
بصراحة، كان (ساورو) يشعرُ بالضيقِ بعض الشيء من الحال المُزري الذي تعيشهُ هذه العاصمة العربية الإسلامية، وكأي جديدٍ على هذا الدين فإن مناظر كهذه تجعلهُ في ريبةٍ وترددٍ من هذا الدينِ وأهله إلاَّ أن يُثبِّتهُ الله. ومن رأفة الله بـ (ساورو) أن شيخهُ (باسل) كان نبَّههُ كثيراً للتصرفات الخاطئة من بعض المُسلمين، وأنها لا تمتُ للإسلام بصلةٍ، وأن هؤلاء الأشخاص لا يُمثلون الدين البتة، فكان أن رأى (ساورو) ما نبَّههُ إليه شيخُه.
اليوم هو الجمعة الرابع عشر من شهر رمضان المُبارك، مُنتصفُ الشهر تقريباً، وفيما كان (ساورو) يُمضي أيام الشهر المبارك وأوقاته في صنعاء، كانت المدينةُ السوريةُ "حلب" تعيش أجواءً أخرى..
يمشي اليوم أهل حلب في جنازةٍ مهيبةٍ لأحد أهلها الأفاضل، بعد أن أدوا صلاة الميت عليه، واتجهوا بجُثمانه ليواروه الثرى، والحُزنُ يلفُّ وجوههم على فقد أخيهم وابنهم وأستاذهم.. وهو من عُرِفَتْ له يدُ الخير بين شباب الحي ورجاله؛ إلى ما كان من أدبٍ جمٍّ وحياءٍ لا يُفارق مُحيَّاه.
كانت فتاتُنا (رنا) تنظرُ من نافذة غُرفتها إلى هذه الجنازة المهيبة بأسىً ولوعةٍ وحزنٍ ارتسم دموعاً على من لا يجمعها به سوى روابط الدعوة والإيمان، ولولا خوفها على خطيبها (ساورو) من أن يُلجمهُ الحزن في غُربته لكانت أخبرتهُ بنعي شيخهِ وأستاذه (باسل الجاسر) في هذا اليوم الفضيلِ من الشهر المُبارك.
وارى التلاميذُ شيخهم الصغير الذي لم يُجاوز الرابعة والثلاثين من عمره إلى أولى منازل الآخرة مُستبشرين بفضلٍ في هذا الشهر واليوم وسائلين الرحيم له مغفرةً وثباتاً.
عُتِّمَ الخبرُ كذلك على (ساورو) حتى من قِبل أصدقاءه وزُملائه في صنعاء، وأمِلوا أن تكون الصدمة حين عودته أهون وقعاً. وهكذا ما زال (ساورو) يجهلُ هذا الخطبَ تماماً.
**********************
يتبع
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
الدكتور المبدع
تاااااااااااااااااابع
نحن معـــــــــــــــــــــــــــــــــك
تاااااااااااااااااابع
نحن معـــــــــــــــــــــــــــــــــك
لمار- مراقبة عامة
مشرفة لكل من
قسمي الفتيات والعلمي - عدد الرسائل : 83
مكان التواجد : جدة
تاريخ التسجيل : 13/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: لا مزاج
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
غريييييييييييييييب
اول مرة تتاخر في متابعة القصة لنا
ليش؟؟
اكمل ..........
فنحن متشوقوووووووون
اول مرة تتاخر في متابعة القصة لنا
ليش؟؟
اكمل ..........
فنحن متشوقوووووووون
labebah- مــ،،،ـشـ،،،ــرفـــة
المنتدى الإسلامي - عدد الرسائل : 238
مكان التواجد : مدينة ابن الوليد في شآآآآآآآم العز
تاريخ التسجيل : 07/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: لا مزاج
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
لمار كتب:الدكتور المبدع
تاااااااااااااااااابع
نحن معـــــــــــــــــــــــــــــــــك
أشكرك على المتابعة
وعلى ردودك
التي تزيد من حماسي إلى المتابعة
تـ ح ـياتي
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
رد: ¸¸,ّ¤؛°`°| أريدُ أن أغازلَ مثلكِ ¤.¤ رواية|°`°؛¤ّ,¸¸ ((تمت))
labebah كتب:غريييييييييييييييب
اول مرة تتاخر في متابعة القصة لنا
ليش؟؟
اكمل ..........
فنحن متشوقوووووووون
والله ظروف
ومعذرة
وإن شاء الله أكملها عما قريب
دمتم بود
الدكتور المبدع- مراقب مساعد
مــــــشــــــرف
الأدبي & الطلابي - عدد الرسائل : 190
مكان التواجد : على رصيف المحبة ينتظر ^ ريتاجوه ^
تاريخ التسجيل : 06/07/2007
بطاقة الشخصية
مزاجي: أفكر
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
صفحة 2 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى